في رحلة استكشاف الفضاء ومعالم الكون المدهشة، نلقي اليوم الضوء على إحدى الكواكب المثيرة المعروفة باسم GJ 876 d. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2005، حيث ينتمي إلى نظام نجمي يُعرف بـ GJ 876، الواقع على بُعد يبلغ حوالي 15 سنة ضوئية عنا.
تتميز GJ 876 d بخصائص ملفتة للانتباه، حيث يظهر النجم المضيء GJ 876 بلمعان يقدر بحوالي 10.16 درجة. يُصنف هذا الكوكب ضمن فئة الكواكب التي تشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي، وهو يحمل اسم “Neptune-like” نظرًا لتشابهه بصفة كبيرة مع كوكب نبتون.
ما يميز GJ 876 d هو تفوقه الكبير في الكتلة بالمقارنة مع كوكب الأرض، حيث يبلغ معامل الكتلة 6.83 مرة أكثر من كتلتنا. هذا يعني أنه يمتلك كتلة هائلة تجعله ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة. ولتوضيح الأمور أكثر، يمكن وصف كتلته بالتعبير عن كمية المادة التي يحملها مقارنة بالأرض.
أما بالنسبة للحجم، فيعتبر GJ 876 d أصغر بكثير من كواكب المشتري في نظامنا الشمسي، حيث يبلغ معامل الشعاع الخاص به 0.224 مرة من شعاع المشتري. هذا يوضح أنه ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة، لكن حجمه يظل أقل بكثير من العمالقة الغازية في نظامنا.
فيما يتعلق بالحركة الدورية، يدور GJ 876 d حول نجمه الأم GJ 876 على مدار بعيد قدره حوالي 0.020807 وحدة فلكية. ويتأثر هذا الكوكب بقوى الجاذبية والتأثيرات الديناميكية الأخرى في هذا النظام الفلكي.
تبلغ فترة دوران GJ 876 d حوالي 0.005201916 سنة، وهو معامل يُظهر الزمن الذي يحتاجه الكوكب لاكتمال دورته حول نجمه. وتبلغ الانحرافية المدارية له حوالي 0.21، مما يشير إلى الشكل البيضاوي لمداره.
تم اكتشاف GJ 876 d باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم قياس تأثير حركة النجم الأم نحو وعن الراصد الأرضي نتيجة لجاذبية الكوكب. هذا الأسلوب الفعال يساعد على تحديد خصائص الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى رؤيتها بشكل مباشر.
إن GJ 876 d هو إضافة ممتازة إلى عالم الكواكب البعيدة، حيث يقدم فهمًا أعمق لتنوع العوالم خارج نطاق نظامنا الشمسي. ومع كل تلك السمات المثيرة، يظل GJ 876 d جزءًا مهمًا في استكشافنا المستمر لأسرار الكون وتشكيله الرائع.