في سماء اللانهاية المتلألئة، حيث تنسجم النجوم في رقصة لامتناهية، نلتقي بعالم فلكي مذهل يكشف عن أسرار الكون ويأسر أفكارنا بروعته. إنه الكوكب GJ 625 b، الذي يعتبر واحدًا من تلك الجواهر الفلكية التي تستحق الاهتمام والتأمل.
GJ 625 b يقع على بُعد يبلغ حوالي 21.0 سنة ضوئية منا، في كوكبة الثعبان، حيث يتلألأ ببريق لامع بقدر ظاهري يصل إلى 10.066، مما يجعله واحدًا من الكواكب القريبة والملفتة للنظر في سماء الليل.
يتميز GJ 625 b بأنه يعتبر “سوبر أرض”، وهو تصنيف فلكي يشير إلى كوكب خارج المجموعة الشمسية يتمتع بحجم أكبر من الأرض، لكنه ليس بحجم الأعين البعيدة الضخمة. إن وجود كواكب من نوع “سوبر أرض” يفتح أمامنا نافذة إلى تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف GJ 625 b في عام 2017، وهو عام لن يُنسى في سجلات الفلك، حيث توسعت أفقاتنا بفضل هذا الاكتشاف الرائع. يتميز هذا الكوكب بكتلة ضعف كتلة الأرض، حيث يبلغ معامل الكتلة 2.82 مرة كتلة كوكبنا الأزرق. إن هذا التباين في الكتلة يلقي الضوء على تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي ويثير التساؤلات حول خصائصها المحتملة.
وعند التأمل في الأبعاد الفيزيائية لهذا الكوكب، نجد أنه يتمتع بشكل مماثل بحجم يعادل 1.49 مرة قطر الأرض. هذا الاختلاف في الأحجام يجسد تنوع الكواكب ويشد انتباه العلماء إلى التفاصيل الرائعة لكواكب تتنوع في أحجامها وتكوينها.
تدور GJ 625 b حول نجمه الأم بشكل طائرة فلكية، حيث يبلغ شعاع مداره حوالي 0.078361 وفترة دورانه حوالي 0.039972622 عام، مما يبرز الحركة الإنسيابية والأناقة التي تنعش عرض الكواكب في هذا الكون الواسع.
ومن الجوانب الأخرى التي تضفي على GJ 625 b سحرها الخاص، نجد أنه يتميز بشكل ملحوظ بالانحراف في مداره بنسبة 0.13، مما يضفي لمسة من التشويق والغموض على رقصته حول نجمه الأم.
لقد تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث تتفاعل الكواكب بشكل طفيف مع حركة نجمها الأم، مما يؤدي إلى تغيير في الطول الموجي للضوء الذي يصل إلينا، وهو ما يمكن قياسه بدقة عالية للكشف عن وجود الكوكب.
إن GJ 625 b يشكل لغزًا فلكيًا مثيرًا وفرصة لفتح أفق جديد في دراستنا للكواكب الخارجية. رغم أنه قد يكون بعيدًا جدًا عنا في السماء، إلا أنه يلفت الأنظار ويدعونا إلى التفكير في عظمة الكون وتعدد العوالم التي قد تنتظر اكتشافها.