في الأعماق السحيقة للكون، يظهر لنا عجب غامض يعرف باسم كيبلر-920 ب، عالم يندرج ضمن الكواكب البعيدة التي تلف حول نجم براق بتألق يبلغ 15.492 درجة. يعتبر هذا العالم الفضائي من النوع الذي يشبه كوكب نبتون، حيث يتسم بخصائص تجعله محط اهتمام العلماء ورواد الفضاء.
تم اكتشاف كيبلر-920 ب في عام 2016، حينما ألقى علماء الفلك الضوء على هذا الكوكب البعيد باستخدام طريقة العبور أثناء مراقبة النجم الذي يدور حوله. وبفضل هذه الطريقة الدقيقة للاكتشاف، تم تحديد مسافته عنا بحوالي 3267 وحدة فلكية، وهو رقم يجسد بعد هائل يضاف إلى جمال الغموض الذي يكتنف هذا العالم السماوي.
ما يميز كيبلر-920 ب هو التشابه الرائع مع كوكبنا الأرض، حيث يعبر عن كتلته بمعامل يبلغ 6.44 مرة من كتلة الأرض. بالإضافة إلى ذلك، يكون نصف قطره 0.216 من نصف قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا متوسط الحجم ينعم بالتناغم السماوي. ولكن، بالرغم من تلك الشبه، يظهر بشكل واضح أن كيبلر-920 ب يحمل بعض السحر الفريد الذي يميزه عن الكواكب الأخرى.
يأخذ هذا العالم الفضائي مكانته في المجموعة الفلكية بمسافة تبلغ 0.065 وحدة فلكية، ويكمل دورته حول نجمه الأم في فترة زمنية قصيرة تبلغ 0.01779603 يومًا، مما يبرز حركته الدورانية السريعة ويضفي عليه سحرًا فلكيًا خاصًا.
لا يتخلل هذا العالم الكواكبي أي نزوع في مداره، حيث تظهر نسبة التفاف (الاستدارة) حول نجمه بشكل شبه كامل، وهو ما يضفي عليه الاستقرار والتوازن في رحلته الأزلية. ومع توجيه الأضواء الفضائية نحوه، تكشف لنا طريقة الكشف عنه، وهي طريقة العبور، عن جوانب متعددة من تكوينه وسماته الفريدة.
بفضل الجهود الحثيثة للعلماء والمستكشفين الفضائيين، يزداد إثارة وإعجابنا بعوالم الكون المجهول. كيبلر-920 ب، بوصفه كوكبًا نبتونيًا يتجسد بألوان الغموض والجاذبية الفلكية، يضيف إلى خريطة الفضاء لوحة فنية جديدة، تتخذ من اللامحدود فضاءها للتعبير عن أسرارها المذهلة.