في السماء اللامعة، حيث يتجاور العوالم السماوية وتتراص النجوم بألوانها المتلألئة، نجد أنفسنا أمام عجائب الفضاء، منها عالم غامض يُعرف بـ “كيبلر-805 ب”. إنه كوكب بعيد يقع على بُعد يبلغ حوالي 2083.0 سنة ضوئية منا، حيث يظهر في سماء الليل كنقطة باهرة بدرجة سطوع تبلغ 12.586 نجمية.
“كيبلر-805 ب” يتميز بتصنيفه ككوكب من نوع “نبتوني”، حيث يشترك في الكثير من خصائصه مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الغامض في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح محط اهتمام العديد من علماء الفلك والباحثين في ميدان الفضاء.
أحد أبرز السمات التي تثير فضول العلماء هو الكتلة الاستثنائية لـ “كيبلر-805 ب”، حيث يبلغ مضاعف كتلته 8.7 مقارنةً بالأرض. هذا يشير إلى أنه عالم ذو كتلة هائلة تعزز التفكير في طبيعته وتكوينه. ولفهم هذا الأمر بشكل أعمق، يجب أن نأخذ في اعتبارنا أيضًا أن نسبة نصف قطره تبلغ 0.258 بالمقارنة مع المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
علاوةً على ذلك، يدور “كيبلر-805 ب” حول نجمه الأم بشكل دائم، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.1978 وفترة الدوران حوالي 0.08459959 سنة، مما يجعله ينتقل بسرعة عالية في سماءه اللامتناهية. تفوح من هذا الكوكب الغامض لمحات من التفاصيل الفريدة، مثل انحراف المدار القريب من الصفر (eccentricity)، والذي يُشير إلى استقرار حركته حول النجم الأم.
أسلوب اكتشاف هذا الكوكب البعيد كان عبر طريقة العبور الكوكبي، حيث تم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم الأم عندما يمر “كيبلر-805 ب” أمامه. هذه الطريقة الدقيقة للاكتشاف تُمكِّننا من فهم تكوينات الكواكب البعيدة بشكل أفضل وتقدير خصائصها بدقة.
إن هذا العالم الفضائي، “كيبلر-805 ب”، يمثل نقطة فريدة في ملحمة الفضاء، حيث تتداخل الغموض والجمال في سماء لا نهاية لها، مما يشكل تحديات جديدة لفهمنا للكواكب البعيدة وما يحيط بها في هذا الكون الرائع والمعقد.