في أعماق السماء اللامتناهية، تتلألأ نجوم لامعة تروي حكايات الكون الغامض، وفي هذا السياق الرائع يظهر كوكب فريد يحمل اسم “كيبلر-60 c”. إنه عالم مليء بالغموض والإثارة، يقع على بعد يتجاوز الـ 3344 سنة ضوئية عن الأرض، ويندرج تحت فئة الكواكب العظيمة المعروفة باسم “سوبر إيرث”.
تبرز هذه الكوكب الرائع في سماء الليل بلمعانه الخافت الذي يبلغ مقداره 13.95 درجة نجومية، وهي قياس يعكس سطوعه بين الكواكب الأخرى في السماء. تتحدث هذه الأرقام الفلكية عن جمال فلكي لا يقتصر على المظهر الخارجي فقط، بل يتعدى إلى عمق الفضاء الذي يحتوي على أسرار لم تكشف بعد.
تم اكتشاف كوكب “كيبلر-60 c” في سنة 2012، حيث كان علماء الفلك يسعون إلى فهم أسرار الكون ومكوناته المختلفة. وما يميز هذا الكوكب أكثر هو أنه ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة بـ “سوبر إيرث”، حيث يعادل كتلته 3.85 مرات كتلة الأرض. يعكس هذا التضاعف في الكتلة الأبعاد الفلكية الخارقة لهذا العالم، والتي تمنحه هويته الفريدة ضمن مجموعتنا الشمسية.
وبالنظر إلى الأبعاد، يظهر “كيبلر-60 c” بشكل مذهل حيث يكون نصف قطره 1.9 مرات نصف قطر الأرض. يتجلى هذا التنوع في الأحجام بشكل ملحوظ ويفتح نوافذ جديدة لفهم كيفية تشكل وتطور الكواكب في أنحاء الكون.
تدور هذه الكوكبة الفريدة حول نجمها المضيء بشكل مدهش على مسافة تبلغ 0.0835 وحدة فلكية. وتعتبر فترة دورانها حول نجمها تحفة فلكية، حيث تستغرق فقط 0.02436687 يومًا لاكتمال دورتها الكاملة حول محورها. هذا يضيف للكوكب طابعًا خاصًا ويبرز تنوع الأنظمة الفلكية التي تحيط بنجومنا.
من الناحية الفنية، يظهر “كيبلر-60 c” بشكل دائري تمامًا، حيث يبلغ استدارته 0.0، مما يشير إلى أن مداره حول نجمه يكون أكثر استقرارًا وتناغمًا. ولقد تم اكتشاف هذا العالم الرائع باستخدام طريقة العبور أثناء مراقبة النجم، وهي تقنية متطورة تستند إلى تحليل تغيرات ضوء النجم أثناء مرور الكوكب أمامه.
في الختام، يظهر “كيبلر-60 c” كلوحة فنية فلكية تتقاطع فيها الأبعاد والأوجه المختلفة لتشكيل هذا العالم الغامض. يقف هذا الكوكب كشاهد على تعقيدات وجماليات الكون، ويدفعنا للاستمرار في استكشاف أسرار الفضاء اللامتناهي وفهم أعماق الكون بكل تنوعاته وغموضه.