في إحدى ليالي اللامحدودة، تتلألأ نجوم المجرة الفسيحة، وتعزف أنواع مختلفة من الكواكب السابحة في الفراغ العميق. من بين هذا السيناريو الفلكي المهيب يبرز كوكبٌ ملفت يُعرف باسم “كيبلر-524 ب”. يتواجد هذا الكوكب السوبر الأرضي على بُعد يناهز 3452.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يجعله عضوًا في السحابة الفلكية التي تتراقص في الأفق السماوي لمرصدنا الكوني.
تتسم النجمة المضيئة التي يدور حولها كيبلر-524 ببُعد جلي، إذ تُقاس سطوعها بحوالى 14.082 وحدة نجومية. يندرج هذا الكوكب الفريد تحت تصنيف الأرضيات الفائقة، حيث يكمن لديه خصائص فلكية تجعله يختلف عن منازلنا السماوية. تم اكتشاف كيبلر-524 ب في عام 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العديد من الفلكيين والعلماء الفضائيين الذين يسعون إلى فهم أعماقه وأسراره.
تكشف الأرقام والمقادير المدهشة عن هيبة كيبلر-524 ب، إذ يتمتع بضخامة تبلغ 4.31 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله يحمل عبءًا فلكيًا يتجاوز توقعات الباحثين. كما أن قطره يتجاوز قطر الأرض بنسبة تصل إلى 1.91، ما يمنحه هيئةً استثنائية تكشف عن تنوع فلكي لافت.
يتحرك كيبلر-524 ب حول نجمه الأم بمسافة فلكية تبلغ 0.0791، ويستغرق مداره حول هذا النجم فقط 0.021902807 سنة. تتميز مداريته بعدم وجود تغييرات كبيرة في الشكل، إذ يظل مساره مستقيمًا بلا انحراف يُذكر. ومع ذلك، يظل الكوكب محط فضول للعديد من العلماء الذين يسعون لفهم مدى تأثير التمدد الكوني عليه وعلى مساراته السماوية.
تم استخدام أسلوب الكشف عبر العبور الكوكبي لرصد ودراسة كيبلر-524 ب، حيث يعد هذا الأسلوب واحدًا من أفضل الطرق التي تتيح للعلماء فحص الكواكب البعيدة. يتيح هذا الأسلوب استنتاج الكثير عن خصائص الكواكب من خلال ملاحظة التغييرات في سطوع النجم المضيء عندما يعبر الكوكب أمامه.
في نهاية المطاف، يظل كيبلر-524 ب نافذة مشرقة نحو أسرار الكون وأسرار الحياة خارج حدود كوكبنا الأزرق، ومع كل دراسة جديدة ورصد فلكي، نتوقع أن تستمر أسراره في الكشف عن نفسها، ملهمة بذلك العقول الفضائية للمزيد من الاستكشاف والفهم العميق.