في إحدى أقاصي السماء، تتلألأ نجمة يُطلق عليها اسم “كيبلر-317″، كنجمة ذات بُعد استرانومي يتسم بالغموض والإثارة. تقع كيبلر-317 على بُعد يبلغ حوالي 3068 سنة ضوئية عن الأرض، ويتميز بلمعان يبلغ قدره 15.665 في المقياس الظاهري للشدة، مما يجعلها تتناغم بشكل متألق في سماء الكون.
تُعد كوكب كيبلر-317 c واحدة من الكواكب السائبة المكتشفة في هذا النظام النجمي، وقد أُعلن عن اكتشافها في عام 2014. يتسم هذا الكوكب بأنه من فئة “سوبر إيرث”، ما يعني أن لديه كتلة وشكل يفوقان تلك الخاصة بالأرض بشكل ملحوظ. يبلغ معامل الكتلة المتضاعف لكيبلر-317 c حوالي 3.61 مرة الكتلة الأرضية، وهو معلم يلفت الانتباه إلى القوى والظروف الفيزيائية الفريدة التي يمكن أن يخضع لها هذا العالم الغامض.
تتميز السمات الفيزيائية لكيبلر-317 c أيضًا بنسبة تكبير في نصف قطره، حيث يبلغ معامل النصف قطر 1.72 مرة نصف قطر الأرض. هذا يُظهر تباينًا واضحًا في هيكل الكوكب وقد يشير إلى وجود ظروف سطحية فريدة قد تكون مواتية لاحتمالات وجود حياة.
يتسم مدار كيبلر-317 c بالقرب الشديد، حيث يبلغ شعاعه المداري حوالي 0.083 وحدة فلكية، مما يشير إلى أن هذا العالم يحيط بنجمه الأم بشكل وثيق جداً. ومن اللافت أيضًا أن الكوكب يستكمل دورة كاملة حول نجمه في زمن قصير للغاية، حيث يبلغ الفترة المدارية حوالي 0.024093088 يوم، مما يجعله يعبر من الظلام إلى النور وبالعكس بشكل سريع ومثير.
تظهر غياب التحول في المدار والتركيبة الكيميائية الغنية لهذا العالم، حيث تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور (Transit)، ما يعني أنه عندما يعبر الكوكب أمام نجمه، يحجب بعض الضوء الناتج عن النجم، مما يساعد العلماء على تحديد بعض الخصائص الرئيسية له.
في النهاية، يمثل كيبلر-317 c إضافة مثيرة للألغاز الفلكية، حيث يشكل استكشافه وفهم تكوينه تحديات هائلة تستحق البحث المكثف. إن هذا الكوكب الذي يتألق في سماء الكون يمثل نقطة ساطعة في مسار البحث عن حياة خارج الأرض وفهم الظروف التي قد تدعمها في هذا الكوكب الغامض والمثير.