في سماء الكون اللامتناهي، حيث يتناثر النجوم والأجرام السماوية بأناقة وإشراق، نجد أنظارنا تتجه نحو إحدى الكواكب الرائعة، التي أُطلق عليها اسم “كيبلر-207 c”. إنها عالم آخر يتراقص في فضاء لا نهائي، حاملاً معه العديد من الأسرار والخصائص الفريدة التي تثير فضول الباحثين والعلماء على حد سواء.
يمتد هذا الكوكب البعيد عنا على بُعد يبلغ حوالي 2856 وحدة فلكية، وهو ما يجعله ينضم إلى قافلة الكواكب البعيدة التي تعانق اللانهاية السماوية. بالنظر إلى السماء، يكون توهج هذا العالم السماوي ضعيفًا قليلاً، حيث تبلغ قيمة اللمعان النجمي لنجمه المضيء حوالي 13.164 درجة، وهي تفاصيل تضفي على الرحلة إلى هذا العالم البعيد طابعاً من التحدي والغموض.
“كيبلر-207 c” ليس مجرد كوكب، بل يُعتبر من فئة “الأرض الفائقة”، أو ما يُعرف بـ “السوبر إيرث”. هذا التصنيف ينبئنا بأنه قد يكون لديه خصائص مليئة بالتعقيد، مما يُفتح أفقاً جديداً لاستكشاف ما إذا كان هناك بيئة صالحة للحياة على سطحه أو في طبقاته الداخلية.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2014، عندما ألقى عليه الباحثون أول نظرة فاحصة باستخدام الطريقة الفعّالة والموثوقة للكشف، وهي طريقة “العبور” أو ما يُعرف بـ “الترانزيت”. لحظة فارقة كانت تلك، حيث تم التأكيد على وجود هذا العالم البعيد في مجموعتنا الشمسية.
عند التحدث عن السمات الفيزيائية لـ “كيبلر-207 c”، يبرز وزنه الذي يُقدر بنحو 2.86 مرة من وزن الأرض، مما يُمثل تحديًا إضافيًا لفهم كيف يكون التأثير الجاذبي على سكانه المحتملين. أما بالنسبة للقطر، فيبلغ 1.5 مرة من قطر الأرض، ما يعني أن سطحه يمتلك أبعاداً غير مألوفة تُضفي عليه طابعاً فريداً في عالم الكواكب البعيدة.
تدور هذه العالمة الفضائية في فلكها على مسافة تبلغ حوالي 0.044 وحدة فلكية، وتتمثل مدة دورانها حول نجمها اللامع في حوالي 0.008487337 سنة. تظهر عدم انحراف مدارها عن المستوى، حيث تكمل دورتها بنظام دقيق يعكس التناغم والانسجام الفائقين في هذا الكوكب الساحر.
وفيما يتعلق بوسائل الاكتشاف، فقد تم التوصل إلى وجود “كيبلر-207 c” باستخدام طريقة العبور، وهي طريقة موثوقة وفعّالة تعتمد على ملاحظة تغييرات الضوء الذي يصل إلينا من النجم المُضيء عندما يمر الكوكب أمامه.
إن “كيبلر-207 c” ليس مجرد كوكب بل عالم فريد ينتظر أن يكشف عن أسراره ويعرض لنا جمالياته السماوية. يشكل هذا الاكتشاف نافذة جديدة إلى عالم الكواكب البعيدة، حيث يمكن للبشرية أن تحلق بأفكارها إلى أبعد الحدود وتستمر في استكشاف أسرار الكون اللامتناهي.