في أعماق الفضاء اللامتناهي تتواجد أكوان غامضة ومليئة بالسر والإثارة، ومن بين هذه العوالم البعيدة تبرز كوكبٌ استثنائي يُعرف بـ “كيبلر-1972 c”. يتواجد هذا الكوكب الرائع على بُعد يبلغ حوالي 937 سنة ضوئية عن الأرض، ويتميز بتوهج ساطع يُقاس بمعدل سطوع نجمه بمقدار 11.23 درجة.
يُصنف كيبلر-1972 c ضمن فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض العظيمة” أو “السوبر إيرث”، حيث يبلغ كتلته ضعفًا تقريبيًا مقارنةً بكتلة الأرض، إذ يحمل مُضاعف كتلة يبلغ 2.11 مرة كتلة الأرض. وكما يعكس ذلك التباين البارز في الأحجام، يظهر قطره أصغر من قطر الأرض بنسبة 0.868، مما يضفي عليه طابعًا فريدًا وملفتًا.
تأتي لنا هذه الأسرار المثيرة من خلال اكتشافه في عام 2014، حيث فُتِحَت أمام علماء الفلك أبواب عالم جديد من الاستكشاف والتفكير. وبفضل طريقة الكشف عنه المعروفة باسم “عبور الكوكب” أو Transit، تمكن العلماء من تحديد مداره بدقة، حيث يتواجد على بُعد 0.1041 وحدة فلكية من نجمه الأم، مما يشير إلى تكوين نظام شمسي متقن.
تتميز الكواكب بخصائص فريدة تجذب انتباه العلماء والباحثين، ومن بين هذه الخصائص المثيرة تأخذ “كيبلر-1972 c” حول نجمه الأم فترة دوران تقدر بحوالي 0.030937715 سنة، ويرافق ذلك تمايل طفيف في مساره المداري بنسبة 0.04. هذه التفاصيل الفلكية الدقيقة تضفي على هذا الكوكب سحرًا إضافيًا وتثير التساؤلات حول طبيعة تكوينه وتطوره.
في النهاية، يظهر “كيبلر-1972 c” كلوحة فنية فضائية تمزج بين الغموض والجمال، وهو يمثل نقطة مثيرة للاهتمام في سماء الكون اللامتناهي، حيث يبقى موضوعًا مثيرًا لفهم أعماق الفضاء والكواكب البعيدة التي تحمل في طياتها أسرارًا لا تزال تنتظر الكشف عنها.