في العالم الواسع للكواكب الخارجية، حيث يتجول العقل البشري بحثًا عن أسرار الكون وعجائبه، نجد أنفسنا أمام إحدى الكواكب البديعة والتي تحمل اسم “كيبلر-1912 b”. هذا الكوكب، الذي ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “سوبر إيرث”، يعتبر إحدى النقاط الساطعة في سماء الفضاء.
تتواجد كيبلر-1912 b على بُعد مسافة تقدر بحوالي 969.0 سنة ضوئية من كوكب الأرض. ورغم بعده الفلكي، إلا أنه يبدو كنجمة باهرة في سماء الليل، حيث يصل تألقها النجمي إلى 12.36 درجة. تلك اللمعان الذي يجذب الأنظار يشير إلى وجود كوكب ذي طابع استثنائي وقوة جذب فلكية لا تُضاهى.
تم اكتشاف كيبلر-1912 b في سنة 2021، حيث تم توثيق وجوده بشكل رسمي في دليل المجرات والكواكب. هذا الاكتشاف المهم يفتح أفقًا جديدًا في فهمنا للكواكب الخارجية ويسهم في توسيع آفاق دراستنا للكون اللامتناهي.
إن كتلة كيبلر-1912 b تتميز بكثافة فائقة، حيث يُقدر معامل الكتلة لهذا الكوكب بنسبة 2.41 مقارنة بالكتلة الأرضية. وعندما نعني بكوكب “سوبر إيرث”، نشير إلى عالم آخر تمامًا، حيث تسود قوانين الجاذبية بشكل مختلف وتنبعث طاقات هائلة.
كما أن كيبلر-1912 b يتميز بأبعاد فضائية ملحوظة، إذ يبلغ معامل نصف قطره 1.357 مقارنة بنصف قطر الأرض. هذا الحجم الهائل يجسد تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي، مما يفتح الأبواب أمام العديد من الاستنتاجات حول التكوين الكوني وتطور الكواكب في أنظمة النجوم البعيدة.
تدور كيبلر-1912 b حول نجمه الأم، ويظل ذلك الدوران قريبًا جدًا، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.0646 وتستغرق فترة الدوران حوالي 0.01670089 يوم، مما يعكس سرعة الحركة الرهيبة التي ينطلق بها هذا العملاق الكوكبي في فلك الفضاء.
تتميز كيبلر-1912 b بتماثل في مدارها، حيث تكاد تكون الشذوذ في الشكل المداري لاحظًا. وقد تم رصد وجود هذا الكوكب العجيب باستخدام طريقة العبور، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يتيح للمراصد الفلكية تحليل تغييرات الإضاءة والتأثيرات التي يخلفها هذا العابر الفضائي.
في الختام، يظهر كيبلر-1912 b كنافذة فريدة نحو عالم الكواكب البعيدة، حيث يكمن الجمال السحري في تفاصيله الفلكية والغرابة الفيزيائية. إن اكتشاف هذا العملاق الكوكبي يعزز فهمنا لتنوع الأنظمة الكونية ويوسع آفاق البشر في رحلتهم المستمرة لاستكشاف أسرار الكون.