في أعماق السماء، وعلى بُعد يُقدر بحوالي 4874 سنة ضوئية من الأرض، تظهر أمام أعين المستكشفين الفضاء كوكبٌ ساحر يُعرف باسم “كيبلر-1878 ب”. ينتمي هذا الكوكب إلى تصنيف الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون، حيث تكمن سحره في تشابهه البديع مع العملاق الأزرق في نظامنا الشمسي.
يتسم كيبلر-1878 ببُعد خافت يظهر في قمة لمعان نجمي ذي سطوع يبلغ 15.587. وفي هذا العالم البعيد، تتجلى تفاصيله بوضوح مدهش، حيث يتميز بكتلة تُقدر بتسعة أضعاف كتلة الأرض، مما يجعله عملاقًا جاذبًا ينعدم مثيله. إذ يعبر الباحثون عن كتلته بوحدات كتلة الأرض، حيث يبلغ معامل الكتلة 8.86 وهو رقم يبرز الطابع الهائل لهذا العالم البعيد.
أما عن قطره الذي يُقاس بوحدات قطر المشتري، فيبلغ 0.261، وهو رقم يلفت الأنظار إلى حجمه المتميز. إن هذا الكوكب الذي يتجسد في معدلاته الجغرافية يكون على ما يبدو أصغر من المشتري بكثير، ولكن يظل جزءًا لامعًا في سماء الكون.
يندرج كيبلر-1878 في مجموعة نادرة من الكواكب التي تتسم بمدارها الفلكي الذي يُقاس بنسبة 0.0521، حيث يستغرق الكوكب حوالي 0.012046544 سنة لاكتمال دورته حول نجمه الأم. وبالرغم من تلك البعد الهائل، يظهر هذا الكوكب بشكل لافت عندما يعبر أمام نجمه الأم، ويتم اكتشافه بواسطة طريقة العبور الكوكبي.
في عام 2021، أصبح هذا الكوكب البعيد محط اهتمام العلماء والباحثين، حيث تم تحديد سنة اكتشافه. إن هذا الاكتشاف يفتح نوافذ جديدة على أسرار الكون ويمنحنا فرصةً فريدة لاستكشاف طبيعة الكواكب البعيدة وغامضة.
وهكذا، يبقى كيبلر-1878 ب، الكوكب البعيد الذي يرقى إلى العظمة في سماء الفضاء، رمزًا للغموض والجمال الذي يحيط بكواكب الكون اللامتناهي.