في أعماق السماء، تتوسع عالم الفضاء ليكشف لنا عن عجائب لا حصر لها، ومن بين هذه العجائب تبرز كواكب ذات طبيعة فريدة وخصائص فلكية استثنائية. أحد هذه الكواكب المدهشة هي “كيبلر-1852 بي”، التي تنضم إلى سلسلة العوالم السماوية التي تتميز بخصائص فلكية استثنائية.
تتمتع كيبلر-1852 بي بموقعها البعيد في نطاق يبلغ 2520.0 سنة ضوئية عن الأرض، حيث تظهر في سماء الليل كنجم براق بتألق يبلغ 15.726 درجة مغناطيسية. ومع ذلك، يكمن جمالها الحقيقي في طبيعتها، إذ تعتبر كوكبًا من نوع “الأرض العظمى”، حيث يتجلى ذلك من خلال مضاعف كتلتها البالغ 4.22 مرة مقارنة بالأرض، مما يمنحها وزنًا فلكيًا يفوق كثيرًا الكرة الزرقاء.
وعلى سطحها، تبرز الأرض العظمى بقطر يبلغ 1.886 مرة قطر الأرض، مما يجعلها تظهر بحجم مثير للإعجاب وشكل مذهل. ورغم أن الكرة العظيمة تدور في مدارها على بعد 0.0762 وحدة فلكية فقط، إلا أنها تحظى بفترة دوران قصيرة جدا، حيث تبلغ 0.021902807 يومًا فقط، مما يجعلها تتميز بحياة يومية فلكية مثيرة ومليئة بالتحديات.
تتميز كيبلر-1852 بي أيضًا بأنها كوكب ذا خصائص دوران استثنائية، حيث يظهر أنها تتبع مدارًا مستقيمًا بدون تحولات، ما يجعلها تندرج ضمن فئة الكواكب التي تم اكتشافها باستخدام طريقة العبور أمام النجم (Transit)، وهي واحدة من الطرق المتقدمة لاكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تحمل كيبلر-1852 بي الخفايا الكونية والأسرار الفلكية، واكتشافها في عام 2021 أضاف بُعدًا جديدًا إلى ملحمة استكشاف الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي. تمثل هذه الكوكبة السماوية جزءًا من المساهمة البشرية في فهم أعماق الكون وتوسيع أفق العلم والمعرفة حول ما يحيط بنا في السماء اللامتناهية.