في إحدى أركان السماء اللامعة، تتلألأ نجمة صغيرة ولكنها مهمة جدًا في فهم عجائب الكون. تحمل هذه النجمة الساطعة اسم “كيبلر-173″، وفي سنة 2014، اكتشف علماء الفلك كوكبًا مثيرًا يدور حول هذه النجمة، يحمل اسم “كيبلر-173 b”. هذا الكوكب الفريد ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض العظيمة”، وهو يستحوذ على اهتمام الباحثين بفضل خصائصه الرائعة والمحيرة.
يبعد كوكب كيبلر-173 b عنا بمسافة هائلة تبلغ حوالي 2718.0 سنة ضوئية، ورغم بعده الفلكي البعيد، يظهر بريق نجمه المضيء بقوة تصل إلى 14.357 درجة من الحجم الظاهر. هذا يجعل من الصعب رؤية الكوكب بالعين المجردة، ولكن الأجهزة الفلكية المتطورة تكشف عن حقائق مثيرة تتعلق بتلك الكوكب البعيد.
تمتاز كوكب كيبلر-173 b بكونه من فئة الكواكب العظيمة، حيث يبلغ وزنه ضعف وزن الأرض، مع معامل كتلة يبلغ 2.21 مرة كتلة كوكبنا الأزرق. ولكن ليس فقط الكتلة التي تثير دهشة الباحثين، بل أيضًا قطره الذي يبلغ 1.29 مرة قطر الأرض، مما يجعله “الأرض العظيمة” بكل معنى الكلمة.
يدور كوكب كيبلر-173 b حول نجمه الأم بمدار متجاوب عند مسافة قريبة جدًا، حيث يبلغ شعاع المدار الذي يقطعه حوالي 0.048 وحدة فلكية. وفي سبيل إكمال دورته حول نجمه، يستغرق الكوكب وقتًا قصيرًا للغاية، حيث تبلغ فترة دورانه الإلكتروني حوالي 0.011772759 يومًا فقط.
من الملفت للانتباه أيضًا أن مدار كيبلر-173 b يتسم بانتظام، حيث يظهر تمايل الكوكب باتجاه الدائرة، وهو ما يشير إلى عدم وجود تغير كبير في مساره حول نجمه الأم. وبالرغم من أن الكوكب لا يظهر أي انحراف في مساره، فإنه يسبب ظاهرة العبور عندما يمر أمام نجمه، وهو ما يسمى بـ “طريقة الاكتشاف بالعبور”.
تم اكتشاف كيبلر-173 b باستخدام طريقة الاكتشاف بالعبور، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق في الكشف عن الكواكب البعيدة يساعد على توسيع فهمنا لتنوع العوالم خارج نطاق نظامنا الشمسي.
باختصار، يشكل كوكب كيبلر-173 b إضافة رائعة إلى قائمة العوالم السماوية المعروفة، حيث يتحدى بفضل خصائصه الفريدة قوانين الكون ويضع أمامنا أسئلة جديدة حول أصل وتطور الكواكب في المجرات البعيدة.