عندما نغوص في أعماق السماء ونلقي نظرة على ألسنة اللهب الساطعة التي تشكل مسرح الكون، نجد أنه تم اكتشاف عوالم جديدة تدور في فلك اللانهاية. إحدى هذه العوالم البعيدة هي “كيبلر-171 دي”، التي تظهر كنجم براق في سماء الفضاء. تلك الكوكب الغامضة تتربع على بُعد يبلغ 2818 وحدة فلكية، تاركة وراءها الألغاز التي تحفل بها الكواكب الفائقة الأرضية.
كيبلر-171 دي، المعروف أيضاً باسم “الأرض الفائقة”، يتميز بخصائص فريدة تجعله وجهة فضائية مثيرة للاهتمام. يتمتع الكوكب بكتلة تزيد عن 4.23 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزناً غامضاً وقوة جاذبية تتحدى قوانين الفضاء. قد يُعتبر هذا الكوكب نوعًا خاصًا من العوالم الفائقة الأرضية، حيث يجمع بين سمات الأرض والعمالقة الغازيين في كواكب المشتري.
اكتشاف كيبلر-171 دي يعود إلى عام 2014، عندما تم رصد تداوله حول نجمه الأم بواسطة وسيلة الكشف عن العبور. هذه الطريقة الحساسة سمحت للعلماء بالكشف عن تداول الكواكب حول نجمها الأم، ما أسهم في فهمنا لهياكل وتكوينات الكواكب في الأنظمة النجمية البعيدة.
يتميز كيبلر-171 دي بأبعاد فلكية ملحوظة، حيث يبلغ نصف قطره 1.89 مرة قطر الأرض. تلك الأبعاد الهائلة تلفت الانتباه إلى تعدد الوجوه التي قد تخفيها الكواكب الفائقة الأرضية في أغوار الفضاء.
يتميز الكوكب أيضاً بتداول فريد حول نجمه الأم، حيث يبلغ شعاع المدار 0.223 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب فقط 0.10841889 من السنة الضوئية ليكمل دورة كاملة حول نجمه. هذا الحركة المتأرجحة في الفضاء تكشف عن تناغم فريد بين الكواكب ونجومها، وتجعلنا ندرك عظمة تلك الظواهر الفلكية.
فيما يتعلق بطريقة اكتشافه، فإن استخدام تقنية الكشف عن العبور كانت جزءًا أساسيًا من رحلتنا لاستكشاف هذا العالم البعيد. هذه التقنية الدقيقة تعتمد على قياس التغيرات في إضاءة النجم عندما تعبر الكواكب أمامه. هكذا، يتم تحديد وجود الكواكب وخصائصها بدقة فائقة.
في الختام، يظهر كيبلر-171 دي كجوهرة لامعة في سماء الفضاء، تستدعينا لاستكشاف أعماقها وكشف أسرارها. إنها فرصة لنتعمق في رحلة الاستكشاف الفضائي ونفهم أكثر عن تنوع العوالم التي تكمن في أغوار هذا الكون اللامتناهي.