في إحدى الزوايا النائية للكون، يتلألأ كوكبٌ بشكل لافت للنظر، يُعرف باسم “كيبلر-1625 ب”. إنه عالم مجهول يدور حول نجمٍ براق، حيث تتجسد ألغاز الفضاء في تلك الكتلة السماوية. تم اكتشاف هذا الكوكب البعيد في عام 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط أنظار العلماء والمهتمين بأسرار الكون.
بالرغم من بُعد “كيبلر-1625 ب” الذي يبلغ 7536 سنة ضوئية عنا، فإن تألقه يظهر بوضوح في سماء الليل. يُقدر تألقه بحوالي 16.227 درجة من اللمعان النجمي، مما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية اللامعة على هامش الكون.
يتسم الكوكب بخصائص تجعله فريدًا في عالم الكواكب البعيدة، حيث ينتمي إلى فئة تشبه كواكب المشتري وتحديدًا كوكب نبتون المشهور. يُعرف بأنه “كيبلر-1625 ب”، وتبلغ كتلته ضعفًا ونصف تقريبًا من كتلة الأرض، مع تصنيف كتلي يبلغ 30.6 مرة وزن كوكبنا الأزرق.
وكما يشير الاسم، يُقدر قطر “كيبلر-1625 ب” بنحو نصف قطر المشتري، مما يعزز التشابه بينه وبين العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي. هذا التنوع في الأحجام والكتل يضفي على الكون سحرًا لا يُضاهى.
يتداول الكوكب في فترة دوران قدرها 0.7868583 يوم، مما يجعله ينتقل بسرعة في مداره حول نجمه الأم. وعلى الرغم من قربه النسبي من نجمه، فإنه يتمتع بحركة دائرية مستقرة تُظهر النظام السماوي المثير للاهتمام.
لا يقتصر الجمال الفلكي لهذا العالم البعيد على ذلك فقط، بل يمتد إلى طريقة اكتشافه أيضًا. تم رصد “كيبلر-1625 ب” باستخدام طريقة العبور الكوني، حيث تتحرك الكواكب أمام نجومها الأم، مما يسفر عن انحراف في الضوء المنبعث من هذه النجوم. وهكذا، يُكشف الكوكب عن وجوده بأسلوب فني يتطلب حساسية علمية عالية.
في النهاية، يظهر “كيبلر-1625 ب” كلوحة فنية فلكية، تعكس روعة الكواكب البعيدة وتذكير بأن للكون أسراره وجماله الخاص، ينتظر الإنسان استكشافها وفهمها في رحلته المستمرة نحو فهم أعماق الفضاء وأسرار الكواكب التي تدور في سمائه المذهلة.