في إحدى المناطق البعيدة والغامضة من الفضاء، تتلألأ نجمة صغيرة ببريق لطيف، تُعرف باسم كيبلر-1596. وفي هذا النظام النجمي، يكمن سرٌّ فلكيٌ مثير، يأخذنا في رحلة مذهلة نحو إحدى الكواكب البعيدة المسماة بكيبلر-1596 بي.
تعتبر كيبلر-1596 ب إحدى الكواكب الضخمة التي تنتمي إلى فئة الأرضيات الفائقة، حيث تتميز بخصائص فريدة تجعلها تبرز في سماء هذا النظام النجمي. بدايةً من المسافة الهائلة التي تفصل بينها وبين نجمها الأم، إذ يُقدر أن يبلغ البعد الفلكي حوالي 7001 وحدة فلكية. تلك المسافة الشاسعة تضفي على كيبلر-1596 بعدًا خياليًا، يعكس سحر الكواكب البعيدة والغامضة.
بالنظر إلى الخصائص الفيزيائية لكيبلر-1596 ب، نجد أن الكوكب يتميز بكتلة فائقة الثقل، حيث يبلغ مضاعف الكتلة مقارنة بالأرض نحو 4.27 مرة. هذا يعني أن لديه جاذبية قوية وظروفًا جوية قد تكون مختلفة تمامًا عما نعرفه على كوكب الأرض. ولتوضيح أبعاده، يُقدر قطره بنحو 1.9 مرة قطر الأرض، مما يعزز فكرة أنه ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة بـ “الأرضيات الفائقة”.
تتواجد كيبلر-1596 ب في مدار غاية في التميز، حيث يبلغ نصف قطره المداري حوالي 0.3237 وحدة فلكية. وبالتالي، فإن فترة دورانه حول نجمه الأم تكون قصيرة للغاية، حيث تبلغ حوالي 0.1817933 يومًا. هذا يشير إلى أن كيبلر-1596 ب يسير بسرعة في مداره، ما يضفي عليها ديناميكية ملفتة تعكس تفوق القوانين الفلكية في هذا الركن البعيد من الفضاء.
رغم البعد الكبير والتحديات الفلكية التي تطرأ عند دراستها، تم اكتشاف كيبلر-1596 ب في عام 2016 باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور الكوكب أمام نجمه. هذا الأسلوب الدقيق يتيح للعلماء الكشف عن وجود الكواكب من خلال مراقبة تغييرات السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه. هذه التقنية المعقدة والدقيقة تمكنت من الكشف عن وجود كوكب كيبلر-1596 ب وإلقاء الضوء على خصائصها الفريدة.
في الختام، يتجلى كوكب كيبلر-1596 ب كعلامة لامعة في عالم الكواكب البعيدة، حيث تتداخل الألغاز الفلكية والسحر الكوني. يظل لدينا الكثير لنفهمه حول هذا العالم الغامض، ولكن اكتشافاتنا تعزز من حماس الإنسان لاستكشاف أعماق الفضاء وكشف أسراره اللامتناهية.