في سماء اللامكان، حيث تتداخل الألوان والظلال لتخلق لوحة فضائية فريدة، نجد كوكبًا سميَّ بـ “كيبلر-1538 بي” يندرج ضمن عائلة الكواكب الغازية من نوع “نبتونية”، مشكِّلاً رحلة استكشافية مثيرة لعقول العلماء وعشاق الفضاء على حد سواء.
تمت مراقبة هذا العالم السماوي البعيد في عام 2016، حين كشفت التقنيات الحديثة والتقدم العلمي عن وجوده في تكوينات الكواكب المنتشرة في السماء. يحمل كيبلر-1538 بي معه سرَّ البُعد الكوني، إذ يبتعد عنا بمسافة قدرها 3671.0 سنة ضوئية، مما يجعله جزءًا من المجموعة الكبيرة للكواكب البعيدة التي تحكمها قوانين الجاذبية وتتأرجح على نغمة الزمن الفضائي.
تألق هذا الكوكب في سماءه الخاصة يظهر من خلال درجة اللمعان الفلكية، حيث يصل معدل السطوع النجمي إلى 15.551 مقدارًا، ما يضيف لسحره الفلكي ويجذب أنظار المراقبين في عالم الفضاء.
تعتبر الخصائص الفيزيائية لكيبلر-1538 بي مصدر إلهام للعلماء، إذ يتسم بكتلة تعادل 8.35 مرة كتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فلكيًا يتحدى الخيال. وللإشارة إلى حجمه الكبير نسبيًا، فإن نصف قطره يعادل 0.252 نصف قطر للمشتري، العملاق الغازي الذي يحمل أسرارًا كونية في طياته.
يتسارع كيبلر-1538 بي في فضاءه المختلف على مدار يبلغ 0.6095 وحدة فلكية، مكمِّلاً دورته حول نجمه بفترة قدرها 0.47939768 يوم، في رقصة فلكية تحمل بصمات الإلهام والتفكير العلمي.
تظهر هذه الكوكبة الفضائية بميزات تشبه كواكب المشتري ونيبتون، إلا أنها تتميز بخصائص فريدة تجعلها تحفة فنية في مجموعة الكواكب. زخمها الفلكي ودورانها الساحر يجسدان جماليات الكون وتعقيداته، مما يعزز التساؤلات حول أصل الحياة وتكوين الكواكب في هذا الكون اللانهائي.
تم اكتشاف هذا العالم الغامض باستخدام أسلوب الكشف عبر العبور الكوكبي، حيث يتم تحليل انخراط الكوكب أثناء عبوره أمام نجمه، ما يكشف للعلماء عن تفاصيل تركيبه وحركته ويفتح أبواب الاكتشافات في علم الفلك.
بهذا الاكتشاف، يثبت كيبلر-1538 بي أنه ليس مجرد كوكب في السماء، بل عالم فريد يروي قصة الكون بلغة من تكويناته وتحدياته الفلكية.