في سماء الكون اللامتناهي، تتلألأ نجوم لامعة كمصابيح خافتة تروي لنا قصصًا من عمق الفضاء. ومن بين هذه النجوم اللامعة، يتألق نظام نجمي يحمل اسم “كيبلر-1355″، وفي دائرته تدور كواكبه بأسرارها وجمالها الفائق.
تعتبر إحدى هذه الكواكب المدهشة “كيبلر-1355 b”، التي تقع على بُعد يناهز 2973.0 سنة ضوئية عنا، في عالمٍ غامض يبعث بالدهشة والتساؤلات حول أسراره. تأتي هذه الكوكبة المليئة بالتفاصيل والخصائص المثيرة للاهتمام، حيث تظهر لنا كوكبًا من نوع “سوبر إيرث”، وهو تصنيف يدل على أنه يمتلك خصائص تجعله يشبه إلى حد كبير كوكب الأرض، لكن بميزات فريدة قد تجعله يندرج ضمن فئة الكواكب الخارجة عن المألوف.
اكتشف هذا العالم الفريد في سماء الفضاء في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح مصدرًا للدراسات والأبحاث الفلكية المتقدمة. تبرز خصائصه المذهلة حيث يظهر بسطوع فلكي يبلغ 15.595، مما يعكس نجوميته وقربه من نجمه الأم.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لكوكب كيبلر-1355 b، يظهر أن لديه كتلة تعادل 2.73 مرة من كتلة الأرض، مما يشير إلى كثافته ووزنه الفائقين. وتتألق قطره بمعدل 1.46 مرة من قطر الأرض، مما يجعله يبرز بحجم ملحوظ ومتنوع في هيئته.
تتلألأ هذه السوبر إيرث في مدارها بنصف قطر يبلغ 0.0224 وحدة فلكية، مكملة دورتها الشمسية في فترة زمنية تقدر بـ 0.003559206 سنة. يظهر أيضًا أنها تتميز بنصف قطر دائري وتكافؤ صفري، مما يعكس ثبات حركتها المدارية في فلكية كيبلر-1355.
أثناء عملية الكشف عن هذا الكوكب البعيد، تم استخدام طريقة الكشف عبر العبور (Transit)، حيث يتم رصد الانخفاض المؤقت في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية الرائعة تسهم في فهمنا للكواكب البعيدة وتحليل خصائصها بدقة فائقة.
في نهاية المطاف، تعكس كوكب كيبلر-1355 b عجائب الكون وتعزز فهمنا للكائنات السماوية البعيدة. إنها قطعة فنية في لوحة الفضاء، تحمل معها ألغازًا لا يزال العلم يسعى لحلها، وتجعلنا نتسائل بدهشة حول عظمة الكون وتعقيداته اللامتناهية.