في إحدى الزوايا البعيدة والغامضة للكون، تتلألأ نجمة صغيرة ببريقها الخافت، وتحمل اسم “كيبلر-1208”. في هذا المكان الساحر، تكمن إحدى الكواكب التي تشكل جزءًا من هذا عالم الفضاء المهيب، وهي الكوكب “كيبلر-1208 بي”. هذا الكوكب، الذي تم اكتشافه في عام 2016، ينتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون.
تتألق كيبلر-1208 بي في سماءه السوداء ببريق لا يُضاهى، حيث يتربع على بعد يبلغ حوالي 2692 وحدة فلكية عن نجمه الأم، الذي يتألق بسطوع يبلغ 16.256 درجة. يظهر الكوكب كنجم يتلألأ بين النجوم الأخرى، يروي قصة فضائية فريدة تعبق بالغموض والجمال.
بنية كيبلر-1208 بي تتسم بخصائص فريدة، إذ يبلغ الضعف الخماسي لكتلته حوالي 5.99 مرة من كتلة الأرض. هذا الرقم يفتح نوافذ على عالم من التساؤلات حول تكوينه وتاريخه الفلكي. وعند النظر إلى قياسات نصف قطره، يكشف لنا أنه يعادل حوالي 0.207 مرة نصف قطر المشتري، ما يمنحه ملمحاً من سحر العظمة والضخامة.
يدور كيبلر-1208 بي حول نجمه الأم في مدار مثير للدهشة، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.0901 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب فقط نحو 0.030390145 يومًا لاكتمال دورته حول النجم. يتسم مداره بتماثل لافت واستقرار، حيث يكمن جماله في هذه الروعة الفلكية المتناغمة.
تكتسب المغامرة الفضائية إضافةً إلى جوانبها الفيزيائية، حيث تكشف وسيلة اكتشاف كيبلر-1208 بي عن طابعها الفريد، إذ تم الكشف عن هذا العالم الفضائي باستخدام طريقة العبور أثناء ترانزيت الكواكب. هذا الاكتشاف يبرز تقدم العلم والتكنولوجيا في فهم أسرار الكون اللامتناهي.
إن كيبلر-1208 بي يشكل مصدر إلهام للعلماء والروائين على حد سواء، حيث يفتح نوافذ على أسرار الكون ويدعونا للاستكشاف المستمر للمجهول، معبِّراً عن جمال الطبيعة وتعقيدات الكون الفسيح.