في سماء اللامتناهية تتلألأ نجوم عديدة، ومن بين هذا السحر الفلكي يبرز نظام نجمي يحمل اسم “كيبلر-10”. يقع كوكب يحمل اسم “كيبلر-10 c” في هذا النظام البعيد، ويشكل جزءاً مهماً من ملحمة الكواكب الفضائية.
ببُعد يبلغ حوالي 605 سنة ضوئية عنا، يظهر هذا العالم السماوي بوضوح في عتمة الليل. ورغم أنه يتألق بلمعان ضعيف بقيمة مغناطيسية تبلغ 11.043، إلا أنه يحمل في طياته أسرارًا كونية تثير فضول علماء الفلك.
“كيبلر-10 c” هو من نوع “سوبر أرض”، حيث يتسم بحجم يفوق حجم الأرض بشكل ملحوظ. وفي حين أن كثيرًا من الكواكب في الفضاء تبقى غامضة ومجهولة، تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الرائع في عام 2011، إضافة قيمة إلى خزانة المعرفة البشرية.
إن الكتلة الفلكية لـ “كيبلر-10 c” تشكل غموضًا في علم الفلك، حيث تتجاوز سبع مرات كتلة الأرض، مما يجعلها ذات كتلة ضخمة تثير التساؤلات حول تكوينها وطبيعتها الفريدة. تعد هذه الكوكبة من الأجرام الفضائية المعقدة والمثيرة للاهتمام، حيث يتمثل تفاوتها في الكتلة بمعامل يبلغ 7.37 مرات كتلة الأرض.
وعند النظر إلى قطرها، يتبين أن “كيبلر-10 c” يمتلك قطرًا صغيرًا نسبيًا بالمقارنة مع الكواكب الأخرى، حيث يقاس قطرها بمعامل 0.207 مقارنة بقطر المشتري. وهذا يعكس الاختلافات الفريدة في التركيب الكوني لهذا العالم الغامض.
تدور “كيبلر-10 c” حول نجمها الأم، النجم “كيبلر-10″، على مدار بعد فلكي يبلغ حوالي 0.241 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.12402464 يوم لاكتمال دورتها الشمسية الواحدة. هذا يوفر لنا نافذة نظر فريدة إلى التفاعلات الكونية التي تحدث في هذا النظام النجمي البعيد.
عند النظر إلى التشابه مع مدار الأرض، يتضح أن “كيبلر-10 c” يظهر بشكل متميز بفارق طفيف في التمدد المداري، حيث تبلغ الشذوذ البيضاوي لمداره حوالي 0.03. هذا يشير إلى أنه قد يكون لديه نظام متطرف ومعقد يختلف عن نظامنا الشمسي.
ومن الجدير بالذكر أن الكشف عن هذا العالم الفضائي الرائع تم باستخدام طريقة الكشف عبر العبور “Transit”، حيث يتم رصد تغيرات في سطوع النجم الأم عندما يعبر الكوكب أمامه. هذه التقنية المتطورة ساهمت في توسيع أفق المعرفة حول الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
في النهاية، يظهر “كيبلر-10 c” كجوهرة فضائية تعكس تنوع وجمال الكواكب التي تدور في الفلك، وهو يمثل تحفة فنية طبيعية تشد الأنظار وتثير التساؤلات حول أسرار الكون والحياة التي قد تكمن في أعماق هذا العالم الفضائي البعيد.