في العمق السحيق للكون، حيث تتجلى عجائب الفضاء وتتلاقى النجوم لتلوِّن سماء اللانهاية بألوان الغموض والإثارة، نجد أحد الكواكب الرائعة والمثيرة، وهي كوي-13 ب. تعتبر كوي-13 ب إحدى الكواكب العملاقة الغازية التي تتداول حول نجمها الأم، وتُعتبر واحدة من أهم الاكتشافات التي قام بها العلماء في عالم الفلك.
يتميز كوي-13 ب بالعديد من الخصائص الفريدة التي تثير فضول علماء الفلك والمهتمين بأسرار الفضاء. يقع هذا العملاق الغازي على بعد يُقدر بحوالي 1693 سنة ضوئية من الأرض، ويُظهر بوضوح في سماء الليل بفضل سطوع نجمه الأم الذي يبلغ 9.791 درجة من الشدة المغناطيسية.
اكتشفت كوي-13 ب في عام 2011، ومنذ ذلك الحين، أصبحت محط اهتمام العديد من العلماء الذين يسعون لفهم أسرارها وتكوينها. يتميز هذا العملاق بكتلة تُقدر بمضاعف 9.28 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي الشهير في نظامنا الشمسي. كما يبلغ نصف قطر كوي-13 ب 1.512 مرة من نصف قطر المشتري، مما يجعله يبرز كإحدى الكواكب العملاقة بحق.
تدور كوي-13 ب حول نجمها الأم على مدار يُقدر بنحو 0.03641 وحدة فلكية، وتستغرق فقط حوالي 0.004928131 يوم لاكتمال دورتها الدورية حول النجم. تتميز مدارها بانخراط صفري، مما يعني أنها تتحرك بحركة دائرية تقريبية حول نجمها دون أن تظهر أي تشوهات في مسارها.
تم اكتشاف كوي-13 ب باستخدام أسلوب العبور (Transit)، حيث يلاحظ العلماء تغير في سطوع النجم الأم عندما تمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يساعد في تحديد الخصائص المختلفة للكوكب، مثل حجمه ومداره وغيرها من الخصائص الأساسية.
في النهاية، يظهر كوي-13 ب كوكب ذو خصائص فريدة ومثيرة، مما يجعله نقطة توقف رائعة في رحلتنا لاستكشاف أعماق الفضاء وفهم غموض الكواكب البعيدة. إنها ليست مجرد كوكب، بل عالم آخر ينتظر أن يفتح لنا أبواب أسراره ويشاركنا في رحلة مثيرة إلى أبعاد لا نهاية لها في هذا الكون الواسع والجميل.