في العالم الفسيح للكواكب المنتشرة في أعماق الفضاء، تبرز كواكب مثل WASP-153 b بما تحمله من أسرار وجماليات لا حصر لها. تلك الكواكب التي تندرج ضمن فئة العمالقة الغازية تجذب اهتمام العلماء والمستكشفين بسبب ما تحمله من تعقيدات وظواهر طبيعية مثيرة، وتحديات تتجاوز حدود ما نفهمه عن الكواكب الداخلية أو الصخرية.
وتقع WASP-153 b على بعد ما يقارب 1990.0 سنة ضوئية عن الأرض، في منطقة الفضاء التي يمكن وصفها بالبُعد الشاسع والغامض. تتألق نجمتها بسطوع يبلغ 12.591 مقدار، وهو مؤشر على قوة وتألق النجم الذي يدور حولها هذا العملاق الغازي.
وعندما نتطلع إلى خصائصها الفيزيائية، نجد أن WASP-153 b تعتبر كوكبًا من نوع العمالقة الغازية، ما يعني أنها تتكون بشكل رئيسي من الغازات المختلفة مثل الهيدروجين والهيليوم، مع وجود طبقة جوية عميقة ومعقدة. وقد تم اكتشافها في عام 2017، حيث أضافت إلى قائمة الكواكب الخارجية التي تتجول حول نجوم أخرى خارج نظامنا الشمسي.
تتميز WASP-153 b بخصائص فريدة تميزها عن غيرها من الكواكب المشابهة. فمثلاً، يتم تقدير كتلتها بنسبة 0.39 مقارنة بكتلة المشتري، الأمر الذي يعكس طبيعتها الغازية وخفتها مقارنة بالعمالقة الغازية الأخرى. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن نصف قطرها يبلغ 1.55 مرة قطر المشتري، مما يشير إلى حجمها الكبير وإلى مدى تمدد جاذبيتها العظيمة في الفضاء.
تدور WASP-153 b حول نجمها الأم، حيث يبلغ شعاع مدارها القريب من النجم حوالي 0.048 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.009034907 يوم لاكتمال دورتها حول النجم. ورغم أن الكواكب العملاقة الغازية عادة ما تظهر دورات مدارية طويلة نسبيًا، إلا أن WASP-153 b تظهر دورة مدارية قصيرة نسبيًا، مما يضيف لغزاً إضافياً لفهم سلوكها وتفاعلها مع نجمها.
وعند النظر إلى طريقة اكتشافها، فقد تم رصدها باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي الطريقة الشائعة التي يعتمدها العلماء لاكتشاف الكواكب الخارجية عن طريق مراقبة تغير في سطوع النجم الأم عندما تمر الكوكب أمامه.
باختصار، تمثل WASP-153 b واحدة من العمالقة الغازية العديدة المكتشفة في الفضاء، وهي تشكل جزءًا من المسار اللامتناهي للاستكشاف الكوني الذي يسعى إلى فهم أعماق الكواكب وأسرارها، وربما تحمل الإجابات عن أصولنا ومستقبلنا في هذا الكون الواسع.