في أعماق السماء اللامتناهية تبرز نجمٌ جديد في فصل المجرات، يُدعى K2-90، وهو نظام فلكي يتكون من نجمٍ فائق الجمال وكوكبٍ غامض يحمل اسم Super Earth. يندرج هذا النظام ضمن تصنيف الكواكب الفائقة الأرضية، حيث يتميز بخصائص استثنائية تلفت انتباه عشاق علم الفلك والباحثين على حد سواء.
بعد رحلة طويلة عبر الزمكان واكتشافات مستمرة، تم رصد كوكب Super Earth المثير للفضول في عام 2016، حيث كان يتراقص بين النجوم بمسافة تبلغ 438 فرا (وحدة فلكية) منا. يتألق النجم المركزي في هذا النظام بلمعان يبلغ 13.707 من وحدة التألق الفلكية، ما يجعله يلفت الأنظار بين الكواكب الأخرى في الكون.
ما يميز هذا الكوكب الفريد هو كتلته الهائلة بمضاعف 2.24 مقارنة بالكرة الأرضية، حيث يتم تحديد وزنه بالنسبة لكوكبنا الأزرق الجميل. وليس ذلك وحده، بل يتمتع Super Earth بشعاع يتجاوز بـ 1.3 مرة قطر الأرض، ما يمنحه هيكلًا فريدًا ومثيرًا للاستكشاف.
يتجول Super Earth حول نجمه الأم K2-90 بمسار دائري متناهي الصغر، حيث يبلغ شعاع مداره الفلكي حوالي 0.035 وحدة فلكية. ولم يكتف الكوكب الغامض بذلك، بل يكمل دورته الكاملة حول نجمه في زمن قصير جدًا، إذ يستغرق فقط 0.007939767 سنة أرضية ليكمل دورته الشمسية. تلك الحركة الدقيقة تجسد رقصة الجاذبية والتأثيرات الكونية التي تحكم حياة الكواكب في أنظمتها.
تزيد الغموض والإثارة حول Super Earth بفضل انحرافه البسيط في مداره، حيث يبلغ 0.19، ما يضفي لمسة من التفرد على هذا النظام الفلكي الرائع.
تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الساحر باستخدام أحدث وسائل الاكتشاف، وتحديداً بواسطة طريقة العبور أو ما يُعرف بـ “Transit”. هذه التقنية المتطورة تعتمد على رصد تغييرات في لمعان النجم المركزي عندما يمر الكوكب أمامه، مما يسمح للعلماء بالكشف عن وجود الكواكب البعيدة بشكل دقيق.
باختصار، يشكل نظام K2-90 وكوكبه Super Earth تحفة من تحف الكون، تضيء سماء الليل بنورها الفريد وتحمل في طياتها ألغازًا تتحدى فهمنا لأسرار الكون وتعزز روعة الفضاء اللامتناهي.