في سماء اللانهاية، حيث تتسارع النجوم في رقص دائم على خيوط الكون، نجد أنفسنا أمام إحدى الكواكب الغامضة والمثيرة للفضول، والتي أطلق عليها اسم MOA-2010-BLG-328L b. تعتبر هذه الكوكب البعيدة نقطة ساطعة في سماء الليل، حيث تنير الكون بألوانها الفاتنة وتروي لنا قصة تشويق حول نشوءها وتطورها.
بدأت هذه الرحلة الملحمية في عام 2013، حينما اكتشف العلماء هذا الكوكب البعيد باستخدام أسلوب الانحناء الجاذبي. كانت العملية معقدة ومذهلة في نفس الوقت، حيث استخدم الباحثون تقنية الانحناء الجاذبي للكشف عن تأثير الكواكب على ضوء النجوم. ومع مرور الزمن، برعاية القوانين الفيزيائية والرياضيات الفلكية، تمكنوا من استنتاج وجود هذا الكوكب الغامض والذي أطلقوا عليه اسم MOA-2010-BLG-328L b.
بلغت المسافة بيننا وبين هذا الجسم السماوي البعيد حوالي 2642.0 سنة ضوئية، مما يعزز فكرة أننا ننظر إلى أحداثه وأسراره من خلال نافذة زمنية تمتد لآفاق لا نهاية لها. ورغم بعدها الفلكي، تزين هذه الكوكب بريقها بطريقة لافتة للنظر، تجذب انتباه العلماء والمتابعين على حد سواء.
لكن ما يجعل MOA-2010-BLG-328L b فريدة هو تشابهها البديع مع كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي. فقد تم تصنيفها ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، مما يشير إلى تشابهها في خصائصها الفيزيائية مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتميز MOA-2010-BLG-328L b بكتلة ضخمة تعادل تسعة أضعاف كتلة الأرض، مما يجعله جسماً سماوياً ذا كتلة هائلة تعكس تركيبها الفريد والغامض.
تتألق هذه الكوكب البعيدة بقطر يعادل 0.266 من قطر المشتري، مما يمنحها مظهراً جذاباً وفريداً في سماء الليل. وليس ذلك فقط، بل تدور حول نجمها المضيء على مسافة تقدر بـ 0.92 وحدة فلكية، وتحتاج إلى 2.7 سنة لاستكمال دورتها الشمسية، ما يجعلها تحفة فلكية تتحرك بتناغم في الفراغ.
رغم تنوع الكواكب والجرم السماوية في الكون، يبقى كوكب MOA-2010-BLG-328L b نجماً بين الأجرام، يروي لنا قصة الكون بلغة لامعة تستحق الاكتشاف والتفكير العميق. وبهذا الاكتشاف، نستمر في فتح صفحات جديدة من سجلات الفضاء، ونزيح الستار عن أسرار لا تعد ولا تحصى، مازيدا من إثراء عقولنا وفهمنا لأسرار الكون اللامتناهي.