في سماء الفضاء اللامتناهي، حيث تتناثر نجوم الليل كالجواهر المتلألئة، نجد أنفسنا أمام إحدى الكواكب الساحرة التي تحمل اسم “LSPM J2116+0234 b”. إنها عالم فريد من نوعه، يندرج تحت فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، تحمل في طياتها العديد من الألغاز والمعلومات الشيقة.
تبلغ المسافة التي تفصل بيننا وبين هذا الكوكب الرائع 58.0 سنة ضوئية، مما يعني أن الضوء يستغرق هذا الزمن الطويل ليصل إلينا، مضيعًا في أرجاء الكون وكأنه رسول يحمل لنا أخبار هذا العالم البعيد.
تبرز الكواكب في سماء الليل بوضوح من خلال سطوعها، ولكن يظل اللون الفاتح للكوكب LSPM J2116+0234 b مختبئًا في ظل الليل. تمتلك هذه الكوكب خاصية فائقة الإضاءة تعبق بالغموض، حيث يُقدر سطوعها النجمي بحوالي 11.961 مقدار، مما يجعلها تتلألأ في السماء كنجم قزحي مشع.
تعتبر LSPM J2116+0234 b من فئة الكواكب الشبيهة بنبتون، حيث تتميز بخصائص تجعلها تشبه إلى حد كبير كوكب المشتري في نظامنا الشمسي. وبالتحديد، يكشف التحليل العلمي أن هذا العالم الساحر يتمتع بكتلة تزيد عن 13.3 مرة كتلة الأرض، مما يجسد قوة جاذبيتها الفائقة التي تسود في أرجاءها.
عندما نتحدث عن حجم LSPM J2116+0234 b، نجد أن الأمور تأخذ منحنى مثيرًا. إذ يبلغ قطرها نحو 0.331 مرة قطر كوكب المشتري، مما يجعلها تتسم بأبعاد هائلة تلفت الأنظار إلى جمالها الفريد.
تدور هذه الكوكبة الساحرة حول نجمها الأم، ملتفة برقة وجمال حول مدار يبلغ نحو 0.0876 وحدة فلكية. ومع ذلك، يبدو أن هذا الرقص السماوي ليس فقط مُجرد حركة دائرية، بل يندرج تحت مفهوم الفصول الفضائية الرائعة، حيث يستغرق الكوكب فقط حوالي 0.03942505 سنة لاكتمال دورته حول نجمه المحوري.
تظهر الطابع الفريد لهذا العالم الغامض عند النظر إلى استدارته المائلة، حيث تتخذ شكلًا غير تقليدي بفضل انحرافها البالغ نحو 0.18. إن هذه الخصائص المثيرة تعزز من جاذبية هذا العالم وتبرز جماله الفريد في سماء الفضاء.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2019، وذلك باستخدام أسلوب الكشف عبر السرعة الشعاعية، الذي يعتمد على تحليل الحركة الدورية للنجم الأم بسبب جاذبية الكوكب المحيط به. هكذا، يترجم هذا الاكتشاف إلى قصة جديدة في سجلات الفلك، ويضيف إضاءة جديدة على خفايا الكواكب البعيدة.
في النهاية، يكمن سحر هذا الكوكب في أنه يمثل تحفة فنية فلكية تندرج فيها الجمال والغموض. يقع LSPM J2116+0234 b كشاهد صامت على عظمة الكون، يروي لنا قصة فضاء لا تنتهي، معلنًا عن أسرار لا تزال تتحدى عقول الباحثين وتلهم الفضول حول عجائب الكون.