في أعماق السماء، على بُعد يتجاوز الستين سنة ضوئية من كوكبنا، تبرز أمام عيون المستكشفين السماويين جوهرة فضائية لامعة تُدعى LHS 1678 c. إنها عالم جديد ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “الأرض العظيمة”، حيث تتسم بخصائص فلكية مثيرة تجعلها تحديًا مثيرًا للاستكشاف الفضائي.
تمتلك LHS 1678 c موقعًا مثاليًا في نظامها الشمسي، حيث تدور حول نجمها الأم LHS 1678 بمدار يبلغ نحو 0.0331 وحدة فلكية. وتستغرق الكوكب الجديد حوالي 0.010130048 سنة لاستكمال دورته حول النجم، ما يضفي عليها إحساسًا بالرقة والسرعة في آن واحد.
ما يميز LHS 1678 c هو طابعها الفريد ككوكب فائق الأرض، حيث يشير الاكتشاف الذي تم في عام 2021 إلى أن كتلتها تعادل 1.4 مرة كتلة الأرض. تظهر تلك الزيادة في الكتلة بشكل واضح عندما نأخذ في اعتبارنا قيمة سطوعها الشمسي التي تبلغ 12.6 درجة. يُعتبر هذا الرقم إشارة إلى قوة الجاذبية الهائلة التي تسيطر على سطح الكوكب، مما يؤدي إلى تأثيرات جذابة على بيئته وظروفها المناخية.
تبرز أيضًا تفاصيل مدهشة حول هيكل LHS 1678 c، حيث يُلاحظ أن نصف قطرها يعادل 0.982 مرة نصف قطر الأرض. يُظهر ذلك التنوع في الأحجام الكوكبية بين العوالم المختلفة، حيث تأخذ LHS 1678 c مكانة استثنائية بين “الأرض العظيمة” بسبب توازنها الفريد بين الحجم والكتلة.
على صعيد الاستكشاف، كان لدينا الفرصة لاكتشاف هذا العالم الجديد باستخدام أسلوب اكتشاف يعتمد على طريقة العبور أو Transit، حيث يتم قياس التغييرات في سطوع نجم LHS 1678 عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب يكشف عن الظل الخفي وراء النجم، مما يتيح لنا استنتاج وجود عوالم جديدة والتحقق من خصائصها.
لكن أكثر ما يلفت النظر في هذا الاكتشاف هو الانحراف الملحوظ في المدار الكوكبي، حيث يُظهر LHS 1678 c نسبة انحراف تبلغ 0.22. هذا العنصر يضيف للكوكب لمسة من التعقيد والتشويق، مما يجعل من دراستها موضوعًا مثيرًا للاهتمام والبحث المستمر.
إن اكتشاف LHS 1678 c يمثل إضافة قيمة لفهمنا للكواكب الفضائية، وتوفير نافذة جديدة للتأمل في أسرار الكون وغموضه. إنها دعوة إلى استكشاف المجهول واستكمال رحلتنا في رحاب الفضاء، حيث تبقى الكواكب والنجوم تروي قصصًا لا نهاية لها في سماء اللامتناهي.