في نطاقات الفضاء اللامتناهي، حيث ينسج الكواكب والنجوم رواياتهم الفلكية الساحرة، نجد أنفسنا أمام أحد أعظم الاكتشافات الفلكية الحديثة، وهو الكوكب المعروف باسم Kepler-987 b. إنه عالم منعزل يسكن الظلام العميق للمجرة، يبتعد عنا بمسافة تقدر بحوالي 2982 وحدة فلكية، يظهر في سماء الليل بلمعان ضعيف يتلألأ بشكل خافت، ويبلغ تألقه الظاهري حوالي 15.171 درجة مغناطيسية.
إن Kepler-987 b ينتمي إلى فئة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث تكمن سماته الفريدة والمثيرة. تم اكتشافه في عام 2016 من قبل العلماء المتخصصين في علم الفلك، حيث فتح هذا الاكتشاف أفقًا جديدًا لفهمنا لتكوين الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
ما يميز Kepler-987 b هو كتلته الهائلة، حيث يعادل كتلة الكوكب 10.7 مرات كتلة الأرض. يعكس هذا الرقم الكبير تركيبًا فريدًا لهذا العالم البعيد، حيث يبدو أنه يتخذ مكانة استثنائية في هذا الكون الغامض. يمكننا أيضًا فهم حجمه من خلال تقدير نصف قطره، الذي يعادل 0.291 مرة نصف قطر كوكب المشتري في نظامنا الشمسي.
في رحلته حول نجمه الأم، يتحرك Kepler-987 b في مدار يبلغ نصف قطره 0.4238 وحدة فلكية، يستغرق حوالي 0.2882957 يومًا ليكمل دورة واحدة حول نجمه. تعتبر هذه الفترة الدورية للكوكب مثيرة للاهتمام، إذ تشير إلى سرعة حولية تضعف من قوانين الفيزياء الأرضية المألوفة.
وبالرغم من كل تلك الخصائص الرائعة، يظل Kepler-987 b مذهلاً أكثر بفضل طريقة اكتشافه، حيث تم رصده عن طريق طريقة العبور أو الترانزيت، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، ما يؤدي إلى انخفاض طفيف في السطوع. هذا الأسلوب الدقيق في الكشف يكشف لنا عن أسرار الكواكب البعيدة ويمكّننا من توسيع حدود فهمنا للكون وتشكيله.
في النهاية، تظهر لنا Kepler-987 b كعالم فلكي يحمل في طياته العديد من الألغاز والإشارات إلى التنوع اللامحدود للكواكب خارج نظامنا الشمسي. إنه عالم لامع في سماء الليل، يلفت الأنظار ويثير الفضول، ويذكّرنا دائمًا بجمال وتعقيد الكون الذي نعيش فيه.