في أعماق السماء الفلكية تبرز لنا نجمٌ ساطع يُدعى Kepler-90، يقع هذا النجم على بُعد يناهز 2767 سنة ضوئية، ويتألق بسطوع يبلغ 13.883 في المقياس الظاهري. ولكن السحر الحقيقي يكمن في اكتشاف أحد كواكبه، الذي يُطلق عليه اسم “Super Earth”، وقد كشف عن نفسه أمام عالم الفلك في عام 2017.
تتميز هذه الكوكبة بخصائص فريدة تثير إعجاب العلماء والمهتمين بعلم الفلك. إذ يبلغ معامل الكتلة لهذا العالم الجديد 2.3 مرة أكثر من كتلة الأرض، مما يجعله ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة والقوية. ولا يقتصر ذلك فقط، بل يمتد هذا التميز إلى القطر، حيث يتفوق على قطر الأرض بمعامل يصل إلى 1.32 مرة.
رحلة هذا العالم الجديد في مداره حول نجم Kepler-90 تعكس تناغمًا مذهلاً في الفضاء. يبلغ نصف قطر المدار المحيط بالكوكب نفسه قيمة “nan”، مما يشير إلى أن العلماء قد لا يكونون قد حددوا بدقة تلك القيمة حتى الآن. ورغم ذلك، يتنقل الكوكب في مداره بفترة دوران تبلغ حوالي 0.03942505 سنة، وباستمرار يحيط بنجمه الأم.
تتسم مدارات الكواكب بتنوعها، وهنا يظهر اختلاف المدارات في نظام Kepler-90. حيث يظهر هذا الكوكب بشكل عجيب بفترة دوران قصيرة وبصفر للشذوذ المداري، مما يشير إلى استقرار مداره حول النجم.
تم اكتشاف هذا العالم الجديد باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي الطريقة التي يتم فيها قياس انخفاض في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، ما يمكننا من استنتاج وجود الكوكب وتحديد بعض خصائصه.
في ختام هذه النظرة الطويلة إلى عالم Kepler-90 وعالمه الساحر، يبقى الكثير لنكتشفه ونفهمه حول هذا النظام الفلكي الفريد. ومع كل كوكب جديد نكتشفه، تتوسع آفاق فهمنا للكون وتزداد تعقيداته التي تحمل في طياتها أسرارًا لا تزال تحتاج إلى الكثير من البحث والاستكشاف.