في سماء اللامتناهيّة تتناغم الكواكب بأنظمتها الشمسية المعقّدة، ومن بين هذه الكواكب تبرز “كيبلر-869 بي” كجوهرة ملفتة في فضاء الكواكب البعيدة. يتميز هذا الكوكب بخصائصه الفريدة والتي تضعه في فئة الكواكب ذات الشبه الكبير مع كوكب نبتون في نظامنا الشمسيّ.
من بين العديد من السمات التي تجعل “كيبلر-869 بي” فريدًا، يظهر أنّ المسافة التي تفصله عن نجمه الأم، تبلغ مقدارها 3065.0 سنة ضوئية، وهو معيار يعكس التباعد الهائل بينه وبين النجم الذي يعتمد عليه للإضاءة. يمكن رصد هذا النجم بوضوح في سماء الليل بوصفه ذا سطوع يبلغ 15.122 قدر ظاهري، مما يجعله واحدًا من الأجرام السماوية اللامعة في السماء الليلية.
بالنظر إلى خصائصه الفيزيائية، يظهر “كيبلر-869 بي” ككوكب من نوع “نبتوني”، حيث يتمتع بخصائص تشبه تلك التي نجدها في كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يكمن الإثارة الحقيقية في اكتشاف هذا الكوكب في العام 2016، حيث فتحت تلسكوبات علماء الفلك نافذة جديدة نحو الكواكب البعيدة وكنوز الفضاء.
بالنسبة للخصائص الفيزيائية الدقيقة، يظهر أن كتلة “كيبلر-869 بي” تفوق كتلة الأرض بمعامل يصل إلى 12.7 مرة، مما يعكس وزنه الهائل الذي يضعه في فئة الكواكب العملاقة. كما يعكس نصف قطره الصغير مقارنةً بكوكب المشتري، حيث يبلغ معامل نصف قطره 0.322، مما يجعله كوكبًا ذا حجم ضخم يشد الأنظار.
تدور هذه الكوكبة الفضائية في مدارها بنصف قطر يبلغ 0.2244، مما يعكس البُعد الهائل للمسافة التي يقطعها حول نجمه الأم. وبمدة دورة بلغت 0.110609174 عام، يقطع “كيبلر-869 بي” مسافات هائلة في مداره حول النجم، ما يضفي عليه طابعًا فريدًا من الغموض والجاذبية الكونية.
تتميز هذه الكوكبة الفضائية بانتظامها في مدارها، حيث يظهر أن الكوكب يتبع مدارًا دائريًا تقريبيًا ببعد بسيط جدًا عن الدائرة المثالية. يُعتبر اكتشاف هذا الكوكب باستخدام طريقة العبور أمرًا مهمًا، حيث يقوم الباحثون بملاحظة تلك اللحظات التي يعبر فيها الكوكب أمام نجمه، ويُسجلون الانخفاض المؤقت في سطوع النجم.
إن هذا الكوكب النبتوني المثير يلفت الأنظار إلى جمال وتعقيد الكواكب البعيدة في الفضاء، ويفتح أفقًا جديدًا لفهمنا لتشكيل وتطور الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي. إن كيبلر-869 بي يظل شاهدًا على تعقيدات الكواكب البعيدة وغموضها الذي يستمر في إثارة فضول الإنسان وتحدي حدود المعرفة الفلكية.