في إحدى الزوايا البعيدة من السماء، يتلألأ كوكب غامض يحمل اسم Kepler-827 b، كما تم اكتشافه في عام 2016. يتميز هذا الكوكب ببعض الخصائص الفريدة التي تلفت انتباه علماء الفلك والمهتمين بالكواكب البعيدة.
أولاً وقبل كل شيء، يجذب Kepler-827 b الأنظار بفضل موقعه البُعد عنا، حيث يبلغ المسافة بينه وبين الأرض حوالي 6676.0 سنة ضوئية. هذا يعني أن رؤيته يتطلب السفر لعدة آلاف من السنين الضوئية، ما يضفي عليه لمسة من الغموض والبُعد الفلكي.
مع مقدار سطوع نجمه الأم الذي يبلغ 15.865، يتألق Kepler-827 b في سماءه ببريق خافت وساحر. يظهر الكوكب كنقطة لامعة في لوحة الكون، مشعًا بضوء يتسلل إلى الليل الفضائي.
من الناحية الفيزيائية، يصف Kepler-827 b بأنه من النوع الشبيه بكوكب نبتون، حيث يتميز بخصائص تجعله يشبه إلى حد كبير هذا العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. إنه يجسد الغموض والتفرد في تكوينه وخصائصه.
عند التحدث عن الكتلة، يعتبر Kepler-827 b بأنه يفوق الأرض بمضاعف يصل إلى 27.0 مرة، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة مقارنة بكوكبنا الأزرق. وللإشارة إلى ذلك، يعبر مضاعف الكتلة عن القوة الجاذبية التي تمتلكها الكواكب مقارنة بالأرض.
وفيما يتعلق بالقطر، يظهر Kepler-827 b بقطر يعادل نصف قطر كوكب المشتري، إذ يبلغ مضاعف القطر 0.502، مما يبرز طابعه الفريد في عالم الكواكب البعيدة.
تدور Kepler-827 b حول نجمه الأم على مدار يبلغ 0.2742 وحدة فلكية، مما يجعله يتمتع بدورة فلكية قصيرة تبلغ حوالي 0.14209446 يومًا. يتبع هذا الكوكب مدارًا دائريًا بشكل كبير، حيث يكاد يكون خالٍ من التحولات الشاذة في مساره حول نجمه.
رغم قربه من دورة فلكية دقيقة، إلا أن Kepler-827 b يظهر بخاصية استثنائية حينما يتعلق الأمر بشكل مداره، إذ يتميز بانعدام الانحراف في مداره، حيث يكاد يكون مستقيمًا بدرجة كبيرة. هذا يعكس ثباته النادر في مساره الذي يأخذه حول نجمه.
تم الكشف عن Kepler-827 b باستخدام أسلوب الكشف عن الكواكب عن طريق مرورها أمام نجمها الأم، وهو الأسلوب المعروف باسم “Transit”. يعتمد هذا الأسلوب على رصد التغييرات في السطوع عندما تمر الكواكب أمام نجومها، ويعتبر وسيلة قوية لاكتشاف الكواكب البعيدة وتحديد خصائصها.
إن Kepler-827 b يمثل إضافة مهمة لقائمة الكواكب البعيدة المكتشفة، ويشكل لغزًا فلكيًا يستحق الدراسة العميقة والتحليل المفصل. إن هذا الكوكب البعيد يرسم لوحة مليئة بالتفاصيل والألوان في عالم الفضاء، حيث يتناوب بين الغموض والجمال في سماء الكواكب البعيدة.