في سماء الفضاء اللامتناهي، حيث يتلألأ النجوم بأنوارها البعيدة، تبرز كواكب الكون كنقاط لامعة تشكل جزءًا من هذا العجائبي الكون الذي يعكس تراث الكواكب والنجوم والظواهر الفلكية المتعددة. إحدى هذه الكواكب المدهشة التي تنضم إلى فصول قصة الكون هي كوكب Kepler-771 b، الذي يعد واحدًا من الأجرام السماوية البارزة التي تثير فضولنا وتوسع رؤيتنا حول مفهوم الحياة في الكون.
كوكب Kepler-771 b يتميز بمواصفات فلكية تجعله فريدًا في عالم الكواكب الخارجية. يظهر هذا الكوكب العملاق في سماء الليل بمسافة تبلغ 4547.0 سنة ضوئية عن الأرض، حيث يعكس بريقه الخافت الذي يبلغ 14.958 درجة من السطوع النجمي، مما يجعله واحدًا من الكواكب التي يمكن رصدها بوساطة التلسكوبات الحديثة.
تأتي هذه الكوكب الغامضة ضمن فئة الكواكب العملاقة الفائقة الشبيهة بالأرض، حيث يطلق عليها اسم “Super Earth”. تلك الكواكب تتمتع بخصائص تجعلها تحمل أوزانًا وأحجامًا تفوق بشكل طفيف تلك التي يعرفها سكان كوكبنا.
تم اكتشاف Kepler-771 b في عام 2016، وهو اكتشاف يلقي الضوء على تعقيدات الفضاء وتنوع الكواكب التي تحيط بنا. يعود الفضل في اكتشاف هذا العالم الجديد إلى طريقة الاكتشاف باستخدام ظاهرة العبور أو الترانزيت، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم.
فيما يتعلق بخصائصه الفيزيائية، يتمتع Kepler-771 b بكتلة تعادل 3.97 مرة من كتلة الأرض، مما يجسد تلك الكثافة الفائقة للكوكب. يبلغ نصف قطره 1.82 مرة من نصف قطر الأرض، ما يجعله كوكبًا ذو حجم كبير يثير التساؤلات حول طبيعته وتكوينه الفريد في هذا النظام الكوني.
تتميز مدارات Kepler-771 b بأنها ذات شكل متميز، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.0843 والفترة المدارية تبلغ 0.023819301 سنة، مما يشير إلى حركة دورانه المثيرة حول نجمه. وبالرغم من وجوده في مدار ثابت، إلا أنه يتمتع بتمايل صفري، مما يضيف عنصرًا إضافيًا من التعقيد إلى هذا الكوكب الفريد.
يعد استخدام طريقة الترانزيت لاكتشاف Kepler-771 b إنجازًا علميًا هائلا، حيث تعكس هذه الطريقة الدقة والتطور التكنولوجي في رصد ودراسة الكواكب البعيدة. توفير هذه المعلومات المتقدمة حول الكواكب يسهم في تفسير أصل الكون وفهم الظواهر الفلكية الغامضة.
بهذا يكون Kepler-771 b قد أضاء على لوحة الفضاء بألوان متعددة، مثيرًا للفضول حول العوالم البعيدة وما تخبئه لنا من أسرار لا تزال تنتظر الكشف عنها في أعماق السماء اللامتناهية.