في رحلة استكشاف الكواكب والفضاء، نجد أنفسنا أمام إحدى ألمع النجوم في سماء الكون، Kepler-690. إنها نجمة تتألق بلمعان يمكن رصده بمقدار سطوع يبلغ 15.701، وقد كانت منارة لاكتشاف إحدى الكواكب الرائعة التي أطلق عليها اسم Kepler-690 b.
هذا العالم السماوي البعيد يقع على بُعد يبلغ حوالي 5432 وحدة فلكية من الأرض، مما يجعلها محطة تحدي للعلماء والمستكشفين الفضائيين. تأتي Kepler-690 b من عائلة الكواكب ذات الشبه الكبير بكوكب نبتون، إذ يمكن وصفها بأنها “Neptune-like” بسبب تشابهها مع هذا العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، وكان اكتشافه لحظة فارقة في علم الفلك، فقد كشفت التحليلات والدراسات اللاحقة عن خصائص فريدة تميزه عن غيره من الكواكب. إحدى هذه الخصائص هي كتلته المذهلة التي تبلغ 29.6 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة وجذابة لا تقل أهمية عن الأرض نفسها.
وفيما يتعلق بحجمه، يبلغ نصف قطر Kepler-690 b نحو 0.531 من نصف قطر المشتري، وهو الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي. يعني ذلك أن Kepler-690 b ليس فقط ثقيلًا، ولكنه أيضًا يتمتع بحجم ضخم يضعه في فئة الكواكب العملاقة.
فيما يتعلق بمداره حول Kepler-690، يبلغ شعاع المدار نحو 0.081 وحدة فلكية، ويستغرق هذا الكوكب العملاق حوالي 0.021081451 سنة ليكمل دورته حول نجمه الأم. رغم أنه لا يظهر وجود أي تشوه في شكل المدار، إلا أن هناك تفاصيل رائعة تكمن في الطبيعة المثيرة لهذا النظام الكوكبي.
لاحظ العلماء هذا الكوكب المميز باستخدام طريقة العبور “Transit”، حيث يرصدون انخفاضًا طفيفًا في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذه الطريقة الدقيقة والمعقدة تسمح للعلماء بتحديد الخصائص الأساسية للكواكب البعيدة دون الحاجة إلى رؤيتها مباشرة.
إن Kepler-690 b هو إحدى لآلئ الكون التي تنضم إلى مجموعة متنوعة من الكواكب والأجرام السماوية التي تزين سماء الليل. يبقى هذا الكوكب العملاق غامضًا وجذابًا، مستعدًا ليروي لنا قصته الفلكية والتحديات التي قد تكون في انتظارنا لاكتشافها في المستقبل.