في رحلتنا المثيرة عبر تاريخ الكواكب والفضاء، نجد أنفسنا اليوم أمام معلومات مثيرة وشيقة حول كوكب مذهل يُعرف باسم “كيبلر-660 ب”. إنها ليست مجرد كوكب عابر عابر في السماء الليلية، بل هي عالم له شخصيته وخصائصه الفريدة.
تم اكتشاف كوكب كيبلر-660 ب في عام 2016، وهو إضافة قيمة إلى قائمة الكواكب التي تثري فهمنا للكون اللامتناهي. يقع كيبلر-660 ب على بعد يقدر بحوالي 1854.0 سنة ضوئية منا، ما يجعله عضوًا بارزًا في عائلة الكواكب البعيدة.
رغم بعده الكبير، يلمع هذا العالم السماوي بلمعان فائق، إذ يبلغ تألقه النجمي حوالي 15.559 مقداراً نجمياً، مما يضفي عليه طابعًا غامضًا وجاذبية لافتة في سماء الليل.
من الناحية الفيزيائية، يُصنف كيبلر-660 ب ككوكب من نوع “شبيه بنبتون”، ما يعني أنه يتشابه في خصائصه بشكل كبير مع كوكب زحل الزُرق الجميل. وهذا يفتح أمام علماء الفلك أفقًا جديدًا لفهم تكوين وخصائص الكواكب في أنظمة أخرى.
إذا كانت معلومات كيبلر-660 ب لا تزال تثير فضولك، دعنا نتجه إلى معرفة مزيد من التفاصيل حول الكتلة والقطر. يبلغ ضعف الكتلة مقارنة بالأرض حوالي 7.13 مرة، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة تثير التساؤلات حول تكوينه وتطوره.
أما عن القطر، فيتجاوز هذا الكوكب التقليدي في الحجم، إذ يقاس قطره بنسبة 0.229 من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا الاختلاف في الأحجام يجسد التنوع الرائع للكواكب في الفضاء، حيث يمكننا أن نتخيل تشكيلات فريدة تتلاعب فيها القوى الطبيعية والظواهر الفلكية.
لكن المفاجأة الحقيقية تكمن في المسافة التي يقطعها كيبلر-660 ب حول نجمه الأم، حيث تبلغ النصف الكبير للمحيط الذي يفصلهما حوالي 0.0759 وحدة فلكية. وبالتالي، يبلغ الفترة الدورية لدورانه حول نجمه نحو 0.025462013 عام، ما يجعل لديه نظاماً ديناميكياً فريدًا يبرز بين كواكب الكون.
عند النظر إلى الشكل البيضاوي لمداره، نجد أنه يظهر خصائص دوران مستقرة، إذ يبلغ الاستدارة المدارية للكوكب صفرًا. وهذا يعني أن مدار كيبلر-660 ب يكاد يكون دائريًا بشكل كامل، مما يضيف للغز هذا العالم الفضائي تفاصيل أكثر إثارة.
أخيرًا، لقد تم اكتشاف كيبلر-660 ب باستخدام أسلوب الكشف عبر العبور “Transit”، حيث يتم رصد التغييرات في سطوع النجم الأم عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق يساعد على تحديد الخصائص الفيزيائية للكوكب بدقة، وهو أحد الوسائل الرائدة في استكشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن كيبلر-660 ب يمثل نافذة مثيرة نحو عالم الكواكب البعيدة والأنظمة النجمية البعيدة، حيث يعكس الاكتشافات المستمرة قدرة الإنسان على فهم أعماق الفضاء واستكشاف أسراره. إنها رحلة مثيرة تتطلب منا النظر إلى الليل بعيون فضولية وتخيل بعيدًا في سماء الكون المذهل.