في أعماق السماء، تظهر لنا نوافذ لا نهائية نحو الفضاء، وفي هذا السياق المهيب، يأتي الكوكب Kepler-618 b كجوهرة ساطعة في تاريخ الاكتشاف الفلكي. يمتاز هذا الكوكب البعيد بعدة خصائص فريدة تعكس جمال وغموض الكواكب التي تدور في مجرات بعيدة.
بدأت رحلة استكشاف Kepler-618 b في عام 2016 عندما اكتشفه العلماء في إطار مهمة Kepler، التي هي بمثابة نافذة مفتوحة نحو عوالم جديدة وغير مكتشفة في عمق الفضاء. يقع Kepler-618 b على بعد 3986.0 سنة ضوئية من الأرض، ما يضفي عليه طابع البعد الكوني والتحدي الفلكي الكبير الذي يمثله.
إن Kepler-618 b ينتمي إلى فئة الكواكب ذات النوعية الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يكتنفه طبقة جوية كثيفة وغامضة، ما يجعله وكأنه لوحة فنية تنبثق من أحلام الفضاء. يظهر الكوكب في سماء الليل كنقطة مضيئة بدرجة 15.087 في مقياس السطوع النجمي، ما يجعله يتلألأ كنجمة بعيدة في مشهد لا يقاوم.
تتسم السمات الفيزيائية لهذا العالم البعيد بالتميز، حيث يتجلى ذلك في كتلته التي تعادل 7.27 مرة كتلة الأرض، مما يضعه في فئة الكواكب الضخمة ذات الكتل الهائلة. بالنسبة إلى قطره، يعادل 0.232 قطراً من كوكب المشتري، مما يجعله كوكبًا صغيرًا نسبيًا في عالم الأجرام السماوية.
تدور Kepler-618 b حول نجمه الأم بنظامه الشمسي على مسافة تقدر بـ 0.046 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانه حوالي 0.009856262 سنة، ما يضعه في مجموعة نادرة من الكواكب التي تنجز دورات كاملة حول نجومها بفترات زمنية صغيرة. يظهر Kepler-618 b بأناقة في سماء نظامه الشمسي، حيث يتبع مدارًا دائريًا تقريبيًا بخصائص استثنائية.
لا يزال الكوكب يحتفظ بلغز إضافي عندما نتحدث عن طريقة اكتشافه، حيث تم الكشف عنه باستخدام أسلوب العبور أو الترانزيت، وهي طريقة تحليل تغيرات طفيفة في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم. هذه الطريقة الحساسة تمنحنا نافذة فريدة لفهم تكوين وخصائص Kepler-618 b.
في نهاية اليوم، يبقى Kepler-618 b كوكبًا مثيرًا للفضول، يمثل تحديًا فلكيًا وفرصة لاكتشاف المزيد عن عوالمنا المجاورة في هذا الكون الواسع والمتجدد بأسراره.