عندما نتسلَّل إلى الأبعاد البعيدة والمدهشة للكواكب المكتشفة في أعماق الفضاء، نجد أن لدينا تحفة فلكية مدهشة تُعرَف بإسم Kepler-600 b. تلك الكوكب الغامض، الذي يُعدُّ من فئة الكواكب المشابهة لكوكب نبتون، يظهر في سماء الفضاء كنجم لامع بمعدل سطوع يبلغ 14.846 نجمة. تلك اللمعان البسيط يكشف لنا عن عالم آخر يتوارى في أعماق الليل الكوني.
تكمن كوكب Kepler-600 b على بُعد يصل إلى 2022.0 سنة ضوئية عن الأرض، يكمن هناك في ذلك البُعد الذي يُشدُّ فيه الفضاء بقوة مغناطيسية لا تُدرَك بسهولة. ومع ذلك، تعتبر القوة الجاذبية الكبيرة للنجم الأم Kepler-600 هي التي تحكم تلك الرحلة البعيدة للكوكب البعيد.
اكتشف هذا العالم الفلكي الرائع في سنة 2016، حيث كشف الباحثون السماء بأدق الأجهزة لرصد الكواكب عن وجود Kepler-600 b، إذ اكتشفوه بواسطة الطريقة الرائعة لاكتشاف الكواكب العابرة أمام نجمها الأم، والتي تُعرَف بالمرور الكوكبي (Transit). إن هذا الاكتشاف الرائع أضاف نقطة مهمة إلى خريطة الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
فيما يتعلق بالسمات الفيزيائية المثيرة للاهتمام، يظهر Kepler-600 b بشكل ملحوظ بكتلة تعادل 8.75 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة. وإذا كانت الكتلة تشير إلى الوزن، فإن الكوكب يعتبر من العمالقة في فئته. وبالنظر إلى الشكل الخارجي، يتسم Kepler-600 b بقطر يعادل 0.259 قطر الكوكب المشهور جوبيتر، مما يجعله يندرج في صفوف الكواكب الكبيرة.
تتميز المدارات الكوكبية لهذا العالم الغامض بالاستمرارية، حيث يدور حول نجمه Kepler-600 بمسافة تبلغ 0.1536 وحدة فلكية، مما يشير إلى قربه النسبي من نجمه الأم. وبمدة دورة مدارية تقدر بحوالي 0.06488707 سنة، يتنقل Kepler-600 b بثبات مذهل على مداره، يبدو وكأنه راقصٌ برقة في عرض الكون.
وما يجعل هذا الكوكب أكثر إثارة هو عدم وجود تحليق للمدار، إذ يظهر Kepler-600 b بشكل دائم في نفس المسار حول نجمه، مما يجعله قطعة فريدة في مذهلة منظومة الكواكب التي تعانق فضاء الكون.