في العمق السحيق للفضاء، تتألق نجمٌ يُدعى Kepler-60، وفي مداره يكمن عالم غامض يدعى Kepler-60 d. إنها إحدى الكواكب البعيدة التي تم اكتشافها في عام 2012، والتي تمثل جزءًا من نظام نجمي يثير الدهشة.
تتميز Kepler-60 d بخصائص فريدة تضفي عليها طابعًا استثنائيًا في سماء هذا الكوكب. بلغت المسافة بينها وبين الأرض حوالي 3344.0 سنة ضوئية، ما يجعلها تبعد عنا بعيدًا جداً، في عالم بعيد يحمل أسرارًا لم تكشف بعد.
رغم بعدها، يظهر نجم Kepler-60 بسطوع يبلغ 13.95 درجة في المقياس الظاهري، مما يجعله قابلاً للاستشعار من قِبَلِ المراصد الفلكية على الأرض. هذا النجم ينضم إلى قائمة النجوم التي تشكل جزءاً من قصص الفضاء والكواكب التي تروى بعبقرية وجمال.
تظهر Kepler-60 d ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تشترك في بعض الخصائص مع كوكب نبتون الذي يدور حول الشمس في نظامنا الشمسي. ومع ذلك، تبقى الكثير من أسرارها محجوبة، ولا تزال تحتفظ بسحرها الفضائي.
من الناحية الفيزيائية، يبلغ الكتلة المتضاعفة لـ Kepler-60 d حوالي 4.16 مرة من كتلة الأرض، مما يمنحها وزنًا فلكيًا لا يُستهان به. وكذلك، يظهر نصف قطرها المضاعف بنسبة 1.99 مقارنة بنصف قطر الأرض، مما يجعلها كوكبًا ذو حجم كبير يعكس تنوع الكواكب في الكون.
تدور Kepler-60 d حول نجمها الأم، Kepler-60، على بُعد يبلغ حوالي 0.1012 وحدة فلكية، ويستغرق لها حوالي 0.032580424 سنة لاكتمال دورتها الشمسية الواحدة. هذا الحركة الدورانية تضفي على الكوكب إيقاعًا فريدًا في عالم الفضاء، حيث يتلاشى الزمن وتندمج الأجرام السماوية في رقصة مدهشة.
بالرغم من قربها من نجمها، تظهر Kepler-60 d بدورها بأنها تتميز بتمايل مداري قريب من الصفر (0.0)، مما يعني أن مدارها يكاد يكون دائريًا. وتم اكتشافها باستخدام أسلوب العبور الذي يعتمد على رصد تغييرات في إشعاع النجم عندما تعبر الكوكب أمامه.
هذا الاكتشاف المذهل لا يأتي إلا ليؤكد على تعقيدات وجماليات الكون، ويضيف نجمًا جديدًا إلى سماء علم الفلك. إن Kepler-60 d تعكس تنوع العوالم الفضائية وتذكير قوي بأن لدينا الكثير من الألغاز لاكتشافها في عرين الكون.