في سماء اللامتناهيّة، حيث ينسج الكون قصصه الملحمية، تبرز كواكب تشبه لؤلؤة في عرش السماء، ومن بين هذه الجواهر الفلكية يأتي إلينا الكوكب Kepler-588 b، كوكب يعيش في بعدٍ يفوق الخيال، يتربع على مسافة تبلغ 3945 وحدة فلكية منا، يتلألأ في الظلام بلمعان يبلغ 14.8 درجة من السطوع النجمي.
تعتبر Kepler-588 b من فصيلة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث تشترك معه في العديد من الخصائص الفلكية الرائعة. تم اكتشاف هذا العالم الفضائي الغامض في عام 2016، حيث تحفظت لنا التلسكوبات الفضائية عندها سرّ هذا الكوكب البعيد.
في عالم الفضاء الذي يتسم بالتعقيد والتنوع، يبرز Kepler-588 b بكتلة تزيد عن كتلة الأرض بمعامل يبلغ 7.41 مرة، فهو كوكب ذو كتلة ضخمة تثير الفضول وتشكل لغزاً فلكياً. إذا كانت الأرض هي المعيار، فإن نصيب Kepler-588 b من الكتلة يضعه في فئة تفوق التصوّر.
وكما يتنوع الكواكب في أحجامها وأشكالها، يتميز هذا الكوكب بنصيبه الخاص من الأبعاد، إذ يبلغ نصف قطر Kepler-588 b نسبة 0.235 من نصف قطر كوكب المشتري، مما يجعله يندرج في صفوف الكواكب الصغيرة إلى حد ما.
تتسارع Kepler-588 b حول نجمها بمسار يتميز بشكل فائق، إذ تبلغ مسافتها المدارية نسبة 0.052 من وحدة فلكية، وتحتاج إلى فترة زمنية لا تتجاوز 0.011498973 من السنة الفضائية لتكمل دورتها الشمسية. تكمن الريبة في نصف المحيط السماوي لهذا العالم الفضائي، حيث يتميز بتمركز مداره بشكل ملتحم تقريباً.
بالرغم من أن كواكب النظام الشمسي تتميز بحركاتها الغامضة ومداراتها المعقدة، إلا أن Kepler-588 b يميل إلى الاستقرار بحد غير معتاد. يتسم المدار الخاص به بالدوران المنتظم، حيث يكون التشابك البياني له بسيطًا وخاليًا من التفاوت.
تم استنتاج اكتشاف Kepler-588 b باستخدام أسلوب الكشف عبر العبور، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في السطوع النجمي عندما يمر هذا الكوكب البعيد أمام نجمه المضيء. هذه الطريقة الدقيقة والموثوقة تتيح للعلماء الكشف عن العوالم البعيدة والغامضة في أرجاء الكون.
بهذا، يأخذنا Kepler-588 b في رحلة سحرية عبر الزمن والمكان، إلى عوالم غير مألوفة ومليئة بالألغاز والأسرار. في هذا الكوكب البعيد، نجد جمال الفضاء يتجسد في شكل حياة فلكية مثيرة للدهشة، تنتظر لنكتشف المزيد من أسرارها في رحلة لا تنسى عبر المجرات السماوية.