في الغمر العميق للكون، حيث تتسارع نجوم وكواكب باتجاهات لا تعد ولا تحصى، نجد أنفسنا أمام إحدى تلك الكواكب الساحرة التي تحمل اسمها العلمي Kepler-521 b. إنها عالم غامض وجذاب يقع على بُعد يتجاوز 2700 سنة ضوئية عنا، ويتألق في سماء الكون بتوهج ساحر يظهر بقوة مقاسة بحوالي 12.94 من السطوع النجمي.
تأتي Kepler-521 b ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تتمتع بخصائص تجعلها تشبه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. اكتشف هذا العالم الفريد في عام 2016، ومنذ ذلك الحين أصبح محط أنظار العلماء والباحثين الفضائيين.
تتميز Kepler-521 b بخصائص فريدة تجعلها تبرز في سماءها اللامعة، حيث يبلغ معامل الكتلة لها حوالي 10.2 مرة مقارنة بالكتلة الأرضية. إن وزنها الجاذبي يثير الفضول، مما يجعل الباحثين يتساءلون عن تأثيرات هذا الجاذبية الفائقة على بنيتها وخصائصها الفيزيائية.
وما يزيد من إثارة Kepler-521 b هو نسبة نصف قطرها إلى نصف قطر كوكب المشتري، حيث تصل هذه النسبة إلى حوالي 0.284. يعكس هذا الحجم الهائل سمة فريدة من نوعها، ويفتح أمام العلماء نافذة لفهم كيفية تشكل وتطور هذه الكواكب ذات الأحجام الضخمة في أنظمة فلكية بعيدة.
تتميز مدار Kepler-521 b بمسافة فلكية تبلغ حوالي 0.1699، ويتطلب للكوكب القضاء على فترة دوران تقدر بحوالي 0.06078029 سنة. تلك الدورة السريعة تضيف للغز هذا العالم وتجعل الباحثين يتساءلون عن تأثيراتها على تكوين وبيئة Kepler-521 b.
فيما يتعلق بطريقة اكتشاف هذا العالم الفريد، فإن العلماء استخدموا طريقة العبور الكوكبي (Transit)، حيث يتم قياس التغيرات في سطوع النجم الأم أثناء عبور الكوكب أمامه. هذه الطريقة الحساسة والدقيقة سمحت برصد Kepler-521 b والكشف عن وجودها وخصائصها بشكل فعّال.
في نهاية المطاف، يظل Kepler-521 b جوهرة فلكية تستحق الاهتمام والدراسة العميقة، حيث تمثل نافذة إلى عوالم بعيدة تنتظر أن تكشف عن أسرارها وتلهم العلماء والمستكشفين في رحلتهم المستمرة نحو فهم أعماق الكون وتنوعه المدهش.