في إحدى الزوايا البعيدة من الفضاء، تتلألأ نجمة Kepler-399 ببريقها الفريد، تاركةً بصمة ساطعة في سماء المجرة. وفي هذا الفضاء العميق، نكتشف ونستكشف أسرارًا مثيرة عن إحدى كواكب هذا النجم، وهي Kepler-399 b.
تعتبر Kepler-399 b من الكواكب البرية، حيث تتمتع بصفات فريدة تميزها في هذا الكون الواسع. تبلغ المسافة بينها وبين نجمها الأم Kepler-399 حوالي 2416 وحدة فلكية، ورغم بعدها الشاسع، يظهر هذا الكوكب بوضوح في سماء الليل بفضل توهجه الخافت الذي يتسم به.
إنها كوكب تيريستريالي، أي أنها تشبه في خصائصها الكواكب الصخرية في نظامنا الشمسي، مما يعني أن لديها سطحًا صلبًا يتكون في الغالب من الصخور والمعادن. وفي سبيل فهم خصائصها الفريدة، نجد أنها تمتلك كتلة تعادل 84% من كتلة الأرض، مما يمنحها وزنًا خفيفًا نسبيًا.
بالنسبة للأبعاد، يكمن جمال Kepler-399 b في توازنها المثالي، حيث يبلغ نصف قطرها 96% من نصف قطر الأرض، ما يمنحها تناسقًا فريدًا. هذا الكوكب البري يستمد جاذبيته من تلك الصفات المدهشة التي تبرز جمال النظام الكوني.
تدور Kepler-399 b حول نجمها في مدار دائري ضيق، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.103 وحدة فلكية. تستغرق الكوكب حوالي 0.03942505 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه، مما يجعله ينتقل بسرعة مذهلة في فلك المجرة. وعلى الرغم من تواجدها البعيد، تظهر الطريقة التي تم اكتشاف Kepler-399 b بها بوضوح في سجلات العلم، حيث تم اكتشافها لأول مرة عام 2014 باستخدام طريقة العبور (Transit).
وكل هذه الأرقام والحقائق الكونية تجعلنا نتساءل ونتأمل في جمال وتنوع الكواكب والأجرام السماوية، حيث يظهر Kepler-399 b كلوحة فنية في قلب الكون، تروي لنا قصة الإبداع والتناغم في هذا الفضاء العميق الذي يستمر في إلهامنا وإدهاشنا بألوانه وأشكاله الفريدة.