في إحدى الزوايا البعيدة للكون، يتوسط الفضاء اللانهائي الكوكب Kepler-392 c، عالم غامض وجميل يتربع في نظام نجمي بعيد. يتألق هذا الكوكب البديع ببُعد يبلغ 2223.0 سنة ضوئية عن الأرض، مما يضفي عليه لمعانًا خافتًا في سماء الليل.
يندرج Kepler-392 c تحت تصنيف “الأرض العظيمة”، إذ يعتبر من فئة الكواكب الضخمة التي تتجاوز في حجمها كوكب الأرض. تلك الكواكب العملاقة الفائقة تعرف بجاذبيتها القوية وتكوينها السميك، ما يجعلها محط اهتمام العلماء والباحثين في مجال علوم الفلك.
تم اكتشاف Kepler-392 c في عام 2014 من قبل فريق من علماء الفلك باستخدام طريقة العبور الكوني. انعكس الكوكب على وجه النجم الأم، Kepler-392، أثناء مروره أمامه، مما أدى إلى اكتشافه وتحديد معلوماته المذهلة.
وما يميز هذا العالم الفضائي هو قيمه الفيزيائية الفريدة. يبلغ كتلة Kepler-392 c مضاعفًا قدره 1.37 مقارنة بكتلة الأرض، مما يمنحه وزنًا فائق الثقل يعكس تراكم المواد الكثيفة في هيكله. هذا التنوع في الكتلة يعكس تكوينًا كونيًا غنيًا ومعقدًا.
وعند النظر إلى الأبعاد، يظهر Kepler-392 c بشكل متمدد قليلاً، حيث يكون نصف قطره أكبر بمعامل يبلغ 1.1 مقارنة بنصف قطر الأرض. تلك الزيادة الطفيفة في الحجم تضيف بعض الطابع الفريد لتكوينه الكوني.
يدور Kepler-392 c حول نجمه، Kepler-392، على مدار بعيد نسبيًا بمسافة تبلغ 0.093 وحدة فلكية. وتستغرق الكوكب فقط 0.028473647 عامًا لاكتمال دورته الفلكية، مما يجعل لكل لحظة على هذا الكوكب طابعًا فلكيًا فريدًا.
وتتميز الدورة الفلكية لـ Kepler-392 c بعدم وجود تغيير كبير في تمددها، حيث يبلغ التمدد الكوني أقرب إلى الدائري، مع انعدام أي تغيرات كبيرة في مسار الكوكب حول نجمه.
علماء الفلك قد أكدوا هذه المعلومات المذهلة باستخدام طرق رصد دقيقة وتحليلات علمية معقدة. يعد اكتشاف Kepler-392 c خطوة مهمة نحو فهم أعماق الفضاء وتنوع العوالم الفضائية، وقد يلقي الضوء على أسرار جديدة حول التكوين الكوني وتطور الكواكب الضخمة في نظم النجوم البعيدة.