في أعماق السماء، تتلألأ نجمة تعرف بإسم Kepler-39 ببريقها الخافت، وعلى بُعد يبلغ حوالي 3449.0 سنة ضوئية منا، يكمن عالم مدهش يحمل اسم Kepler-39 b. إنه عالم غازي عملاق ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة غازية، حيث تنسجم جمالياته مع تلك الكواكب العميقة التي ترقص في فراغ الكون.
في عام 2011، أسرعت العلوم الفضائية إلى أنحاء الكون لتكتشف هذا الجمال الفلكي، حينما أُعلِنَ عن Kepler-39 b وجوده بفضل تقنية العبور (Transit)، التي سمحت للباحثين برصد تلك النقاط الدقيقة عندما تعبر الكواكب أمام نجمها. لمعرفة الكثير عن هذا العالم الساحر، يتعين علينا النظر في تفاصيله الرائعة.
بدايةً، تأتي المعلومات حول الكتلة، حيث يتفوق Kepler-39 b على العديد من أقرانه بكتلة ضخمة تعادل 20.1 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يُعتبر مرجعاً للكثافة الكوكبية. تلك الكتلة الهائلة تجسد أحد السرار الكونية التي تلفت انتباه علماء الفلك.
وكما لو كانت تناثر النجوم أعمالاً فنية في لوحة الكون، يأتي الشعاع الشمسي لهذا العالم البعيد ببريقه المتوهج بقوة، إذ يُقدر سطوع نجم Kepler-39 بحوالي 14.355 وحدة من الكواكب اللامعة. تلك اللحظات الساحرة التي تضيء الكون تجعلنا نتأمل في عظمة الطبيعة وجمال تناغمها.
أما بالنسبة للأبعاد، فإن Kepler-39 b يتميز بقطر يعادل 1.24 مرة قطر المشتري، مما يجسد تنوعاً رائعاً في هياكل الكواكب الغازية. هذا التنوع يُضفي لهذا العالم الفلكي سحراً خاصاً، حيث تتجلى روعة التكوينات الكونية في هذا العملاق الغازي.
وعندما نتحدث عن مداره المذهل، نجد أن Kepler-39 b يدور في فلك السماء بمسافة تبلغ حوالي 0.164 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.057768654 يوم ليكمل دورته الفلكية الواحدة. تلك الأرقام الساحرة تنسجم مع رقصة الكواكب في عرض الكون، حيث يتألق هذا العالم الفلكي بتفاصيله الفريدة.
ولرفع من درجة التعقيد في هذه الرحلة الكونية، يأتي لنا الحديث عن التم excentricity) والذي يُعبِّر عن مدى انحراف مدار الكوكب عن المدار الدائري. يبلغ excentricity لهذا العالم الفلكي الرائع حوالي 0.11، مما يضيف له لمسة من التفرد والغموض.
في ختام هذا الفصل من حكاية Kepler-39 b، يظهر لنا العالم الفلكي بأبهى حلله، مع تاريخ اكتشافه في عام 2011 يُسلط الضوء على الجهود الجبارة التي يبذلها الإنسان لاستكشاف أسرار السماء. إنها رحلة طويلة في عالم الفضاء، تفتح لنا أفقاً جديداً لفهم أعماق الكون وروعته.