في تجاويف السماء اللامتناهية، حيث تنساب الكواكب والنجوم في رقص تناغمي بديع، نجد أنفسنا أمام إحدى تلك الكواكب الفريدة التي تحمل اسمها Kepler-383 b. إنها عالم غامض وجذاب يدعونا لاستكشاف أسراره وتفاصيله الفلكية المدهشة.
تبعد Kepler-383 b عنا مسافة تقدر بحوالي 1533.0 سنة ضوء، ما يضعها في إحدى النقاط البعيدة في الكون الغامض. تتألق في سماءها نجم ذي سطوع يصل إلى 15.473 درجة، يضفي على المنظر الفلكي لهذا العالم لمسة من الرونق والجمال.
ما يميز Kepler-383 b هو أنها تعد من فئة الكواكب الفائقة الأرضية، أو ما يُعرف بـ “Super Earth”. تتميز هذه الأنواع من الكواكب بكونها أكبر حجماً من الأرض، وغالباً ما تحمل خصائص جاذبية أقوى وظروف جوية متنوعة، مما يجعلها محط اهتمام العلماء والباحثين في علم الفلك.
تم اكتشاف Kepler-383 b في عام 2014، حيث فُتحت أمامنا نافذة جديدة لاستكشاف عوالم لم نكن نعلم عن وجودها من قبل. يُعد هذا الاكتشاف لحظة فارقة في تاريخ الفلك، حيث يتساءل العلماء عن طبيعة هذا العالم وإمكانية وجود حياة عليه.
فيما يتعلق بالخصائص الفيزيائية لـ Kepler-383 b، يظهر أن كتلتها تعادل 2.3 مرة كتلة الأرض، مما يجسد تحديات جديدة لفهم طبيعة التكوين الكوني. وبالنسبة للقطر، يعادل 1.32 قطر الأرض، مما يجعلها تبرز ككوكب ذي أبعاد هائلة بالمقارنة مع كوكبنا.
تتميز مدار Kepler-383 b ببُعد يقدر بحوالي 0.095 وحدة فلكية، وتكمن فترة دورانها المدارية في حدود 0.035318274 يومًا، ما يجعلها تعيش في حضن نجمها بشكل ملتصق وتعكس الروابط الراسخة بين الكواكب ونجومها المضيئة.
فيما يخص الشكل الدائري لمدارها، يظهر أن Kepler-383 b يتميز بعدم وجود انحراف في شكله، حيث يكمن في هذا الاستقامة الفلكية سر تناغم حركتها السماوية.
تم اكتشاف Kepler-383 b باستخدام أسلوب العبور أو الكسوف، حيث يتم رصد تغييرات طفيفة في سطوع النجم عندما تعبر الكوكب أمامه، ما يسهم في كشف وجودها بشكل دقيق وفعال.
هكذا، تتسلل Kepler-383 b إلى قلوب عشاق علم الفلك، تجسد جمال وغموض الكواكب البعيدة، وتشكل نقطة فاصلة في رحلتنا لفهم أسرار الكون وألغازه اللامتناهية.