في سماء اللانهاية ترقص نجوم لامعة، وبين هذا البحر اللامتناهي من الفضاء، يبرز كوكب مثير للاهتمام يحمل اسم “كيبلر-378 ب”. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تقدر بحوالي 496.0 سنة ضوئية، وهو جزء من النظام الشمسي البعيد الذي يحمل في طياته أسرار الكواكب والأجرام السماوية.
ما يميز كيبلر-378 ب بشكل فريد هو خصائصه الفلكية والفيزيائية التي تعكس جمال وتعقيد الكواكب الفضائية. يظهر هذا الكوكب بدرجة سطوع تقدر بـ 12.619، مما يجعله يلمع كنجم بسيط في سماء الليل البعيدة. يندرج كيبلر-378 ب تحت تصنيف “الكواكب الصخرية”، أو ما يعرف بالكواكب البرمائية، وهي تصنف ككوكب عملاق صغير أو كوكب صغير.
تم اكتشاف كيبلر-378 ب في عام 2014، حيث فتحت هذه الاكتشافات الأبواب أمام علماء الفلك لفهم أكثر حول هذا العالم البعيد. يبلغ كتلة كيبلر-378 ب حوالي 0.347 مرة من كتلة الأرض، مما يشير إلى أنه يعتبر كوكبًا خفيفًا مقارنة بأرضنا. وبالمثل، يتمتع بقطر يعادل 0.75 مرة من قطر الأرض، مما يمنحه مظهرًا مدمجًا ومثيرًا.
تدور كيبلر-378 ب حول نجمه الأم بمدار دائري، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 0.112 وحدة فلكية. ومع ذلك، يأخذ هذا الكوكب الصخري فقط حوالي 0.044079397 سنة لاستكمال دورته حول نجمه، مما يجعله يعيش في عالم سريع الحركة ومليء بالتحديات الفلكية.
تتميز مدارات كواكب كيبلر-378 ب بعدم وجود تمايل كبير في مسارها، حيث يظهر أن الكوكب يسير على مدار دائري بدرجة من الاستقامة. وتم استخدام طريقة العبور (Transit) لاكتشاف هذا العالم البعيد، حيث يتم رصد تغييرات في السطوع عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يشير إلى وجوده ويساعد في فهم طبيعته ومواصفاته.
إن كيبلر-378 ب هو إحدى لآلئ الكواكب التي تتلألأ في عرض الكون، واكتشافه يمثل نقطة فارقة في توسيع آفاق البشر حول ما يمكن أن يكون موجودًا في هذا الفضاء الغامض. بفضل تكنولوجيا الرصد المتقدمة والتقنيات الفلكية المتطورة، نستمر في استكشاف أسرار الكون ونكتشف عوالم جديدة تضيء لنا دروب الفضاء وتعزز فهمنا لهذا الكون اللامتناهي.