في العمق البعيد للسماء، تتلألأ نجمة تُدعى Kepler-374 ببريقها الخافت في الظلام اللامتناهي للكون، وفي محيط هذا النجم البعيد تكمن أسرار الكواكب والفضاء التي تنبثق من اللحظات الباكرة للخلق. إحدى هذه الكواكب، التي أطلق عليها اسم Kepler-374 b، تتربع على عرشها كواحدة من الأكوان السماوية المثيرة التي تنتظر اكتشافات البشر.
تحمل Kepler-374 b معها سرًا لا يُضاهى، إذ تتميز بموقعها البُعد الذي يبلغ 4128 وحدة فلكية عن نجمها الأم، نجمة Kepler-374. يظهر هذا البُعد الهائل عن العين المجردة كمسافة لا تنتهي، ولكن في رحلة الكواكب والفضاء، يكون للأرقام والمسافات وزنها الخاص.
معيار السطوع النجمي، الذي يُقاس بقيمة 14.701، يشير إلى كمية الضوء الذي تنعكسه Kepler-374 b من نجمها الأم. وكلما زادت هذه القيمة، كلما كانت الكوكبة أكثر سطوعًا ووضوحًا في سماء الليل، حيث يتألق النجم ببريقه المميز.
Kepler-374 b لا تقتصر جمالياتها على بُعدها الكوني وسطوعها الساطع، بل تخفي خصائص مثيرة تجعلها تبرز بين الكواكب المكتشفة. تُصنف هذه الكوكبة الفاتنة ضمن فئة “الأرض الفائقة”، أو ما يُعرف بـ “Super Earth”، وهي تحمل ميزات تجعلها تشبه إلى حد كبير كوكبنا الأم.
تم اكتشاف Kepler-374 b في سماء الليل في عام 2014، عندما ألقى المحققون نظرة استثنائية إلى هذا الكوكب الذي يحمل في جعبته قصة الكون وتكوينه. يُعد هذا الاكتشاف نقطة تحول في رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي، حيث تفتح أمامنا أفقًا جديدًا لاستكشافات الفضاء.
وما يجعل Kepler-374 b أكثر إثارة هو تفاصيل هيكلها وتكوينها. تبلغ قوة الجاذبية على سطحها 1.08 مرة من قوة الجاذبية على سطح الأرض، مما يخلق بيئة فريدة للغاية قد تحمل أسرارًا حول تكوين الحياة والظروف الملائمة للبقاء.
أما عن الأبعاد، فيتجلى جمال Kepler-374 b في قطرها البالغ 1.03 مرات قطر الأرض. تتراوح هذه الأرقام والنسب في عمق الفضاء، مكملة بذلك تنوع وتعدد الكواكب والأجرام السماوية.
تأتي مدارات الكواكب لتضفي لمسة خاصة على روائع الفضاء، وفي حالة Kepler-374 b، تدور حول نجمها الأم على بُعد يبلغ 0.029 وحدة فلكية. يستغرق الكوكب هذا الدوران في مداره حوالي 0.005201916 سنة، ما يضفي عليها إيقاعًا فريدًا في رقصة الكواكب حول النجوم.
تتمتع Kepler-374 b بسرية متفردة في تكوينها، حيث تظهر عديمة الانحراف المداري بقيمة 0.0، مما يعكس استقرارها الفريد في مدارها حول نجمها.
وفي رحلة البحث والتكوين، اعتمد العلماء على أسلوب العبور الكوني، أو “Transit”، لكشف النقاب عن وجود Kepler-374 b. هذا الأسلوب يتيح للباحثين رصد التغييرات في السطوع عندما تمر الكواكب أمام نجمها، ومن ثم تحديد وجودها وتحليل خصائصها.
إن Kepler-374 b تشكل لغزًا فضائيًا يستدعي التفكير العميق والاستكشاف المستمر. هذا الكوكب الساحر يمثل نافذة إلى أبعاد جديدة في الكون، حيث يتسارع الإنسان نحو فهم أعماق الفضاء وأسرار الكواكب التي تعزز الحياة وتثير الفضول.