في أعماق الفضاء السحيق، تبرز كواكب غامضة تكاد تكون قصصها أكثر إثارة من خيالنا. إحدى هذه الكواكب المثيرة هي Kepler-353 c، التي تقع على بعد مسافة تبلغ حوالي 1255.0 سنة ضوئية عن الأرض. يتلألأ نجمها الأم، الذي يتميز بلمعان يبلغ 16.126 في المقدار المطلق للسطوع.
Kepler-353 c تنتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”، حيث تتميز بحجم يفوق بكثير حجم الأرض. تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في عام 2014، ومنذ ذلك الحين أصبح موضوعًا مثيرًا للاهتمام بين المستكشفين الفضائيين والعلماء.
بما أننا نلقي نظرة على الخصائص الفيزيائية لـ Kepler-353 c، نجد أن كتلتها تتجاوز 2.48 مرة كتلة الأرض، مما يضفي عليها وزنًا هائلًا يجسد قوة جذب فضائية فائقة. بالإضافة إلى ذلك، يتجلى قطرها الذي يضاهي 1.38 مرة قطر الأرض، ما يجعلها ضمن فئة الكواكب العملاقة التي تثير فضول الباحثين.
تدور Kepler-353 c حول نجمها الأم بمدار يبلغ نصف قطره حوالي 0.065 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حول النجم نحو 0.022997946 سنة. يظهر هذا الكوكب بأنه يتمتع بحركة دورانية تنظيمية تخلو من التلاطم، حيث يكمن جمال هذه الظاهرة في تناغمها المذهل وثباتها النسبي.
من الجدير بالذكر أن وسيلة اكتشاف Kepler-353 c كانت من خلال طريقة العبور أو “Transit”، حيث يتم رصد التغييرات في السطوع الناتجة عن مرور الكوكب أمام نجمه، مما يوفر إشارات هامة لفهم خصائصه وتكوينه.
في نهاية المطاف، تظل Kepler-353 c جزءًا من عالم الكواكب البعيدة الغامضة، وتجسد رموزًا لا تنضب من الألغاز التي تتربع في سماء الفضاء اللامتناهي. إنها دعوة مستمرة لاستكشاف الكون وفهمه، حيث يبقى هذا الجرم السماوي جزءًا من قصة الكون المتجددة والمثيرة.