في إحدى أركان الكون، تتألق نجم يُدعى Kepler-332، ينير السماء ببريقه الخافت، وفي محيطه الفلكي، تكمن إحدى أسراره الفلكية الرائعة، وهي الكوكب Kepler-332 b. يعتبر هذا الكوكب من فئة الكواكب الضخمة الفائقة، حيث يشكل تحفة فلكية تلتقط الأنظار وتثير الفضول.
تم اكتشاف Kepler-332 b في سماء الكون اللامتناهي في عام 2014، عن طريق طريقة العبور (Transit)، التي تعتمد على رصد تغيّرات في سطوع النجم الأم خلال مرور الكوكب أمامه. هذا الاكتشاف المثير يُلقي الضوء على التقدم الهائل الذي أحرزته التكنولوجيا الفلكية في فهمنا لأسرار الكواكب البعيدة.
بمتوسط مسافة تبلغ 1123 وحدة فلكية من الأرض، يتربع Kepler-332 b على عرشه الفضائي، يحمل في طياته سرّ الكواكب الضخمة المعروفة بـ “سوبر إيرث”، حيث يتجاوز كتلته ضعف كتلة الأرض بنسبة تبلغ 1.71، مما يجعله كوكبًا ثقيل الوزن يثير الدهشة والتساؤلات حول تكوينه وتاريخ تكوين النظام الشمسي الذي ينتمي إليه.
تأخذ الأبعاد الضخمة للكوكب أبعادًا ملموسة عندما نتحدث عن نصف قطر يزيد بنسبة 17% عن نصف قطر الأرض. هذا التنوع في الأحجام يضفي على Kepler-332 b طابعًا فريدًا يجعله جزءًا لافتًا في مجموعة الكواكب السماوية.
تدور Kepler-332 b حول نجمه الأم على مدار بعيد جدًا، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 0.07 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب فقط 0.020807665 يومًا لاكتمال دورته الفلكية، مما يعكس سرعة دورانه الرهيبة حول نجمه المشع.
رغم تلك الحركة السريعة، يظهر Kepler-332 b خصائص مدهشة من خلال اكتمال مداره بشكل دائم، حيث تظهر النصوب السماوية الخالية من التشوهات أن الكوكب يتمتع بدورة فلكية قريبة من المستقرة، مما يشير إلى استقرار فلكي يعزز من إمكانية حياة مستدامة في هذا النظام.
لا يقتصر جمال Kepler-332 b على خصائصه الفيزيائية فحسب، بل يمتد إلى أسلوب اكتشافه الذي أضاء على فعالية الطرق الحديثة في مجال الفلك. تقف طريقة العبور كرائدة في هذا الاكتشاف، حيث فتحت نافذة جديدة على عالم الكواكب البعيدة وأسرارها.
في النهاية، يبقى Kepler-332 b نموذجًا ملهمًا لفهمنا للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي، حيث يكمن سر جاذبيته وغموضه في تفاصيله الفلكية المذهلة، ويظل مصدر إلهام للعلماء والعشاق على حد سواء، يسعى كل منهما إلى كشف المزيد من أسرار الفضاء اللامتناهي والكواكب البعيدة.