في إحدى الأركان البعيدة من الفضاء اللانهائي، يتلألأ نجمٌ صغيرٌ ببريقه الخافت في سماء الليل، وفي هذا النظام النجمي المبهر يكمن سرٌ فلكيٌّ جديد يحمل اسم “كيبلر-318 c”. هذا الكوكب البعيد ينتمي إلى فصيلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون، ويعتبر من بين الكواكب العديدة التي تم اكتشافها في إطار مهمة “كيبلر” الفلكية.
تتميز كوكب Kepler-318 c بمجموعة متنوعة من السمات الفلكية التي تضفي عليه طابعًا فريدًا في عالم الكواكب الخارجية. يبلغ المسافة بيننا وبينه نحو 1596.0 سنة ضوئية، ما يعني أن رؤيتنا له تكون محدودة بسبب البُعد الكبير الذي يفصلنا عنه. يظهر هذا الكوكب في سماء الليل بلمعانٍ ضعيف يبلغ تسجيله الظاهري حوالي 13.442 درجة، مما يجعله غير مرئي بالعين المجردة ويحتاج إلى تلسكوبات فلكية قوية للاحتفاظ به في مرمى الرؤية.
تشبه خصائص Kepler-318 c تلك الموجودة في كواكب المشتري ونبتون في نظامنا الشمسي. فهو يُصنف ككوكب من النوع “نبتوني المشابه”، ويتميز بكتلة تُقدر بنحو 13.1 مرة من كتلة الأرض. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ نصف قطره حوالي 0.328 من نصف قطر المشتري، مما يجعله كوكبًا صغيرًا نسبياً مقارنةً بالكواكب العملاقة الأخرى.
تتميز مدارات Kepler-318 c بأبعاد فلكية مثيرة للاهتمام، حيث يكمن في بُعد فلكي يبلغ حوالي 0.105 وفترة دوران تقارب 0.03230664 من السنة الأرضية. يتميز المدار أيضاً بانحراف دائري ضعيف، حيث يبلغ الاستدارة حوالي 0.0، مما يعزز الاقتراب النسبي للكوكب من نقطة الترانزيت حين يظهر أمام النجم الأم.
اكتشاف Kepler-318 c جاء عام 2014، حيث استخدمت طريقة الكشف عبر العبور أو “الترانزيت” لاكتشاف وجود هذا الكوكب البعيد. يُذكر أن الطرق الفلكية المستخدمة في اكتشاف الكواكب الخارجية تشكل نقلة هائلة في فهمنا للكون وتوسيع أفق البحث عن حياة خارج الأرض.
باختصار، يُعد Kepler-318 c إضافة مثيرة إلى قائمة الكواكب الخارجية التي تبحث فيها علماء الفلك عن أسرار الكون وتفاصيله المدهشة. يعكس هذا الكوكب البعيد جمالية الفضاء وغموضه، ويثير التساؤلات حول الحياة في أنحاء الكون التي قد تكون تتأرجح على إيقاعات تمازج الكواكب البعيدة.