في سماء الفضاء البعيد، يتوسع عالمنا بتاريخ جديد من الاكتشافات الفلكية، ومن بين هذه الكواكب البعيدة والغامضة تبرز Kepler-29 b، الكوكب الذي يقع على بُعد يصل إلى 2716 وحدة فلكية من الأرض. يتلألأ هذا العالم السماوي بلمعان يبلغ 15.547 من المغناطيس النجمي، ينعمل بميزات تجعله يستحق الاهتمام والتحليق في عمق أسراره.
Kepler-29 b يتبع تصنيفًا كوكب من نوع “نبتوني مشابه”، حيث يشبه في خصائصه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا الكوكب الغامض في عام 2011، إذ كانت لحظة الكشف عنه هي بداية رحلة استكشافية جديدة في فهم الكواكب خارج حدود نظامنا الشمسي.
إذا كنا نرغب في قياس كتلة Kepler-29 b بالمقارنة مع الأرض، يظهر أنها تعادل 5 أضعاف كتلتها، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة هائلة. وعند النظر إلى قطره، نجد أنه يشير إلى نصف قطر يعادل 0.227 من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي.
تتميز المدار الذي يحيط به Kepler-29 b بطول قدره 0.0919 وحدة فلكية، ويكمل دورته الشمسية في زمن يعادل 0.028199865 من السنة الأرضية. ومع أنه يبدو أن المدار يفتقر إلى التحول، إذ يبلغ تفوقه الشديد على الصفر، يظهر أن طريقة اكتشافه كانت عبر ظاهرة العبور (Transit)، حيث يمر أمام نجمه الأم ويسجل انخفاضًا مؤقتًا في السطوع.
لا يمكننا إلقاء نظرة على Kepler-29 b دون أن نتأمل في محيطه السماوي ونقف عاجزين أمام تعقيدات هذا العالم الفلكي. يبقى الكثير من الألغاز معلقًا حول هذا الكوكب، والعلماء يواصلون استكشاف أسراره بغية فهمه بشكل أفضل وفتح نوافذ جديدة على أسرار الكون اللامتناهي.