في سماء الفضاء اللامتناهي، يبرز نجمٌ بريقه في سلسلة Kepler، يُعرف بالاسم Kepler-287، وفي هذا العالم الفلكي المدهش، نجد كوكبًا يحمل اسم Kepler-287 c، حيث يتمتع بموقع فريد ضمن هذا النظام الشمسي البعيد. يعد Kepler-287 c إحدى الكواكب الغازية العملاقة، تماثل في خصائصها كوكب نبتون الشهير في نظامنا الشمسي.
تبرز معلومات مثيرة حول هذا العالم البعيد، حيث يبلغ معدل البُعد بينه وبيننا حوالي 2727 وحدة فلكية. تعتبر هذه المسافة الهائلة محط أنظار الباحثين وعشاق الفضاء، فهي تعكس بعد الرحلة المحتملة التي يجب أن يقوم بها الإنسان لاستكشاف هذا العالم الغامض.
وعند التفكير في التألق الضعيف للنجم الأم Kepler-287، يظهر لنا مقدار سطوعه الذي يبلغ حوالي 14.952 درجة. إن هذا الرقم يشير إلى قدرة النجم على إشعاع الضوء، ويعكس البُعد الهائل الذي يفصلنا عنه، ما يعزز فرص الرصد والدراسة الدقيقة لهذا النظام الكوكبي.
أما بالنسبة للكوكب نفسه، Kepler-287 c، فقد تم اكتشافه في سنة 2014، ومنذ ذلك الحين، أصبح موضوعًا محوريًا للأبحاث الفلكية المتقدمة. يتسم هذا العالم بخصائص فريدة، فالجاذبية الهائلة على سطحه تجعله يتمتع بكتلة مضاعفة تصل إلى 10.7 مرة من كتلة الأرض، مما يعزز من أهميته كجسم فلكي ضخم يتطلب فهمًا عميقًا لتكوينه وخصائصه المحيطة.
تبرز خصائص أخرى تميز Kepler-287 c، حيث يبلغ قطره نحو 29.1% من قطر المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. هذا الاختلاف في الأحجام يجسد التنوع الكوني الذي نجده في هذا العالم السماوي. ومن اللافت أن يتم قياس القطر بالنسبة إلى المشتري، الذي يُعد مرجعًا طبيعيًا للمقارنة بين الكواكب الغازية.
تتألق الدورة الدائرية لهذا العالم البعيد بشكل فريد، حيث يتحرك في مداره حول نجمه المضيء بنسبة تبلغ حوالي 0.246 وحدة فلكية، ويستغرق فقط حوالي 0.123 سنة ليكمل دورته الكاملة. تلك الفترة الزمنية القصيرة تضيف للتحديات التي قد يواجهها أي مسبار أو مركبة فضائية تتوجه إلى هذا العالم البعيد.
رغم تلك التفاصيل الرائعة، يظهر أن المسار المداري لـ Kepler-287 c يخلو من أي تحولات كبيرة في شكله، إذ يُلاحظ أن الانحراف المداري (الشذوذ) يبلغ صفر، مما يعزز فكرة استقرار المدار وثباته على مر الزمن.
وفيما يتعلق بطريقة اكتشافه، تم رصده بواسطة الظاهرة المعروفة باسم العبور الكوكبي (Transit)، حيث يمر الكوكب أمام وجه النجم، ما يسبب تغييرًا طفيفًا في سطوعه يمكن قياسه. هذه التقنية الرائدة في علم الفلك تسهم في توفير معلومات دقيقة حول الكواكب ومداراتها.
في الختام، يظهر Kepler-287 c كعالم مثير للاهتمام، حيث تتمحور الأبحاث حوله لفهم أعماق هذا الكوكب البعيد والكشف عن أسراره الفلكية. يُعتبر هذا الاكتشاف جزءًا من رحلتنا اللامتناهية لاستكشاف أسرار الكون وفهم غموضه اللامحدود.