في العمق اللامتناهي للسماء، حيث تتلاعب النجوم بأوجاع الزمان وتروي قصص الكواكب البعيدة، نجد أحد العوالم الساحرة التي تدعى Kepler-263 c. تتواجد هذه الكوكب في مجرة درب التبانة، على بعد حوالي 2462 سنة ضوئية من الأرض، وتأخذ مكانها بين نجوم الليل مع سطوع فلكي يبلغ 15.435 مقدار ظاهري.
تتميز Kepler-263 c بتصنيفها ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حيث تحمل خصائص تشبه تلك التي نجدها في كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تم اكتشاف هذا العالم الغامض في عام 2014، حيث كشفت عمليات رصد دقيقة عن وجوده وسط تلك السماء المليئة بالألغاز.
وفيما يتعلق بخصائصها الفيزيائية، تعتبر Kepler-263 c واحدة من تلك الكواكب الضخمة حيث يبلغ معامل كتلتها 6.66 مرة مقارنةً بكتلة الأرض، مما يمنحها وزنًا فلكيًا هائلاً يضفي عليها هيبة فلكية. ولا تقتصر روعتها على كتلتها فقط، بل تمتاز أيضاً بأبعاد فلكية، حيث يصل نصف قطرها إلى 0.22 مرة من نصف قطر كوكب المشتري، مما يمنحها مظهرًا ضخمًا وساحرًا يستحوذ على انتباه المراقبين الفلكيين.
تدور Kepler-263 c في مدار حول نجمها الأم، وتبلغ مسافتها الشاقة 0.242 وحدة فلكية، في رحلة تستغرق حوالي 0.12950034 سنة أرضية لاكتمال دورتها الفلكية. ورغم أنها تميل إلى الاستقرار في مسارها، فإنها تظهر بدورها بمحبة في موكبات السماء، حيث يسهم ذلك في جعل علاقتها مع نجمها مميزة ومثيرة للاهتمام.
وفيما يخص أسلوب اكتشاف هذا العالم البعيد، تم استخدام أسلوب العبور الفلكي (Transit) كأداة رئيسية لاكتشافه. حيث تمت مراقبة تغيرات السطوع التي تحدث عندما يعبر الكوكب أمام نجمه، مما أدى إلى كشف الستار عن هذا العالم الرائع وتسليط الضوء على أسراره.
إن Kepler-263 c تشكل جزءًا من الرواية الفلكية الواسعة والمثيرة، حيث تدور الكواكب حول نجومها بأسرارها وجمالها، وترسم لنا لوحات من الجمال الفلكي الذي يستحق التأمل والإعجاب.